أزمة أواخر القرون الوسطى
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت أزمة أواخر القرون الوسطى سلسلة من الأحداث التي وقعت في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلادي، والتي ترتب عليها توقف قرون الازدهار والنمو في أوروبا.[1] وهي ثلاث أزمات كبرى أدت إلى تغيرات جذرية في جميع مجالات المجتمع؛ إذ أدت إلى انهيار ديمغرافي، وإلى اضطرابات سياسية، واضطرابات دينية.[2]
أدت سلسلة من المجاعات والأوبئة، بدءًا بالمجاعة الكبرى في الفترة 1315-17، وخاصة الطاعون «الموت الأسود» في الفترة 1347-1351، إلى انخفاض عدد السكان ربما إلى النصف أو أكثر، وذلك مع انتهاء الحقبة القروسطية الدافئة، وبداية القرن الأول للعصر الجليدي الصغير. وقد استغرق الأمر نحو 150 عامًا ليستعيد سكان أوروبا مستوى التعداد السكاني لسنة 1300.
شاعت الثورات الشعبية في أوروبا في أواخر القرون الوسطى، وشاعت الحروب الأهلية بين النبلاء في البلدان؛ مثل حرب الوردتين، والقتال الداخلي الذي تكرر في فرنسا تسع مرات. وكانت هناك أيضًا صراعات دولية نشبت بين الملوك مثل فرنسا وإنجلترا في حرب المئة عام. كذلك تحطمت وحدة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بسبب الانشقاق الغربي. وكانت الإمبراطورية الرومانية المقدسة هي الأخرى في انحطاط؛ ففي أعقاب فترة خلو العرش الكبرى (1247-1273)، فقدت الإمبراطورية تماسكها، ومن الناحية السياسية أصبحت السلالات الحاكمة المستقلة لمختلف الولايات الألمانية أكثر أهمية لها من إمبراطوريتها المشتركة.