العمارة البيزنطية الجديدة في الإمبراطورية الروسية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
العمارة الروسية البيزنطية اتجاه إحيائي في العمارة والفنون الزخرفية والتطبيقية الروسية، بناء على تفسير أشكال العمارة البيزنطية والروسية القديمة. يمكن دمجه بالأنماط الأخرى باعتباره جزءًا من التركيبية.
نشأ الأسلوب في الإمبراطورية الروسية في النصف الأول من القرن التاسع عشر. يُعتبر كونستانتين ثون مؤسس هذا الأسلوب. أُنشئ الأسلوب الروسي البيزنطي في بداية ثلاثينيات القرن التاسع عشر بصفته اتجاهًا كاملًا، ورُبط ربطًا معقدًا بمفهوم المواطنة، معبرًا عن فكرة الاكتفاء الذاتي الثقافي لروسيا، كما عن استمراريتها السياسية والدينية في ما يتعلق بالإمبراطورية البيزنطية.[1] بمعنى أضيق، يُشار إلى الأسلوب الروسي البيزنطي على أنه أسلوب كونستانتين ثون، والذي شاع في الثلث الثاني من القرن التاسع عشر، وسُمي أسلوب ما بعد ثون، الذي بدأ في الخمسينيات وكان أشبه بالعمارة البيزنطية، بالأسلوب البيزنطي الجديد.
صار الأسلوب الروسي البيزنطي أسلوب عمارة مفضل ومعتمد رسميًا لبناء الكنائس في خلال حكم ألكسندر الثاني ملك روسيا (1855- 1881). ورغم أن ألكسندر الثالث غيّر تفضيلات الدولة لصالح النهضة الروسية المتأخرة، ازدهرت العمارة البيزنطية الجديدة في عهده (1881- 1894) واستمر استخدامها حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى. عمل مهندسو العمارة من المهاجرين البيض الذين استقروا في البلقان والهاربن بعد الثورة الروسية على التصاميم البيزنطية الجديدة حتى الحرب العالمية الثانية.
مبدئيًا، كانت مباني العمارة البيزنطية متمركزة في سانت بطرسبرغ وفي القرم، مع وجود مشروعين منعزلين أُطلقا في كييف وتبليسي. في ثمانينيات القرن التاسع عشر، صارت التصاميم البيزنطية خيارًا مُفضلًا للتوسع الأرثوذكسي على حدود الإمبراطورية، كونغرس بولندا، وليتوانيا، وبيسارابيا، ووسط آسيا، وشمال القوقاز، وفولغا الدنيا، وقوزاق هوستس، وفي تسعينيات القرت التاسع عشر، انتشرت إلى منطقة الأورال في سيبيريا على طول سكة الحديد الناشئة العابرة لسيبيريا. بُنيت كنائس بيزنطية برعاية الدولة أيضًا في القدس وهاربن وصوفيا وعلى ريفييرا الفرنسية. كان البناء غير الديني في الأسلوب البيزنطي غير شائع، ومعظم الأمثلة الباقية بُنيت بصفة مستشفيات وتكيّات في عهد الإمبراطور نيقولا الثاني.[2]