سجن نيوجيت
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
سجن نيوجيت هو أسوأ سجن في تارخ لندن كلها، واحد من أقدم وأشهر وأهم السجون في القرن الثامن عشر في إنجلترا وكان يقع في مدينة لندن في نيوجيت، وهي بوابة في سور لندن الروماني الأثري. وبالتحديد في زاوية شارع «نيوجيت واولد بيلي». في حقبة حكم الملكة فكتوريا جسد سجن نيوجيت ما كانت تعانيه لندن من فقر ومشاكل اجتماعية، وهذا ما تنبه إليه تشارلز ديكنز فذكر سجن نيوجيت في عدد من رواياته مثل: اوليفر تويست، وحكاية مدينتين، وبارنابي ردج (وهي الحكاية التي تروي أعمال شغب غوردن في الثمانينات) ورواية آمال عظيمة. بني السجن في القرن الثاني عشر وهدم لأول مرة عام 1777. وتمت توسعته وترميمه عدة مرات وبقي لمدة تزيد عن 700 عام (من 1188 إلى 1902).
كان سجن نيوجيت مكانا كئيبا عليلا. وكان حال السجن مريعا وظروفه سيئة للغاية. فقد كان السجناء يتلقون أسوأ أنواع المعاملة لدرجة أن كان يموت حوالي ثلاثون شخصا سنويا. وعادة ما كان يرفض الأطباء دخول السجن كما كان المارة يسدون أنوفهم إذا مروا به. وعلى الرغم من أن السجن كان تحت تصرف عمدة المدينة وأعضاء المجلس المحلي، إلا أنه نال مكانة مميزة، ليس فقط لكونه مكانا لحجز جميع من ينتظر محاكمته في المحكمة المجاورة، بل أيضا لأنه يضم كل من سينفذ حكم الإعدام بحقه، فضلا عن أنه كان سجنا للمديونين. نال السجن سمعة سيئة لازدحامه الشديد وبيئته غير الصحية التي نتجت بسبب قلة التهوية وقلة الماء وانتشار الأوبئة. وكانت السجون بما فيها سجن نيوجيت لا توفر لمساجينها الأسِرّة والملابس، بل كان المساجين يشترونها من السجانين. وبالإضافة إلى هذه الكلفة فقد كان على المساجين أن يدفعوا رسم الدخول. وأيضا كان عليهم أن يدفعوا المال مقابل الحصول على أي من أساسيات مقومات الحياة. وإذا صدر حكم الإفراج عن سبيلهم، فعليهم أن يدفعوا رسوم ليأذن لهم بالخروج.
وكان القضاة في سجن نيوجيت عادة ما ينشرون منشورات عن حياة الذين عاشوا فترة في السجن، وكانت المعلومات تتضمن الجرائم المرتكبة والإدانات السابقة ومعلومات عن المحاكمة، وعن حياة الشخص التي انتهى مطافها بإقامته في سجن نيوجيت، ووصف لأنواع العقوبات التي كان يعاني منها السجين. وبسبب هذه السجلات أصبح سجن نيوجيت أفضل سجن تم توثيقه في القرن الثامن عشر في إنجلترا، مما سمح للتلاميذ أن يفهموا النظام العدلي السائد في ذلك الوقت.