عملية عسكرية في العمق
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
العملية العسكرية في العمق (بالإنجليزية: Deep operation) المعروفة أيضًا باسم المعركة السوفيتية في العمق، كانت نظرية عسكرية طورها الاتحاد السوفيتي لقواته المسلحة في أثناء عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين. كانت عقيدة عسكرية تفضِّل تدمير قوات العدو أو كبحها أو إخلال تنظيمها، في خط المواجهة، وفي عمق ميدان المعركة أيضًا.
يرجع أصل المصطلح إلى الكاتب العسكري فلاديمير ترياندافيلوف، الذي عمل مع آخرين للتفكير في استراتيجية عسكرية لها مستوى تنفيذي حربي مميز وتكتيكات عسكرية مميزة. كان مفهوم العملية العسكرية في العمق إستراتيجية قومية، صُممت لتحسين وضع الاتحاد السوفيتي الاقتصادي والثقافي والجيوسياسي. ركزت القيادة السوفيتية، بعد الهزائم المتعددة في الحرب الروسية اليابانية والحرب العالمية الأولى والحرب البولندية السوفيتية، على تطوير مناهج جديدة لتنفيذ الحرب. أخذت هذه المقاربة الجديدة في الحسبان الاستراتيجيات العسكرية والتكتيكات، ولكنها قدمت مستوى وسيطًا جديدًا من الفنون العسكرية: العملية العسكرية. كان الاتحاد السوفيتي أول دولة تميز رسميًا المستوى الثالث من التفكير العسكري بعد الاستراتيجية والتكتيك.[1]
طور الاتحاد السوفيتي مفهوم العملية في العمق باستخدام هذه النماذج، وبحلول عام 1936 أصبح المفهوم جزءًا من التنظيمات الميدانية للجيش الأحمر. تنطوي العملية في العمق على مرحلتين: معركة تكتيكية في العمق، تتبعها مرحلة استغلال النجاح التكتيكي، المعروفة بمصطلح العمليات القتالية في العمق. تهدف العملية العسكرية في العمق إلى تحطيم خطوط دفاع العدو، أو مناطقه التكتيكية، عبر هجوم الجمع بين الأسلحة، متبوعًا بعمليات متحركة لاستغلال العمق الاستراتيجي لجبهة العدو. يكمن هدف العملية في العمق في إلحاق هزيمة استراتيجية حاسمة بقدرات العدو اللوجستية، وتعسير الدفاع على جبهة العدو. تؤكد العملية العسكرية في العمق على الجمع بين الأسلحة على كافة المستويات: الاستراتيجية والتنفيذية والتكتيكية، وذلك على عكس غيرها من النظريات العسكرية.