معركة نيقوبوليس
معركة وقعت بين الدولة العُثمانية وتحالفٍ صليبي في شهر ذي الحجَّة 798هـ = سبتمبر 1396م / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول معركة نيقوبوليس?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
معركة نيقوپوليس أو معركة نيكوبلي [(بالتركية العثمانية: نيكوبلى مُحاربەسى) و(بالتركية: Niğbolu Muharebesi أو Niğbolu Haçlı Seferi)] أو حملة نيقوپوليس الصليبية، وقعت على الضفة اليُمنى الجنوبية لنهر الدانوب يوم 25 سبتمبر 1396م / 22 ذو الحجة 798 هـ، وفي بعض المصادر يوم 28 سبتمبر، وأسفرت عن انتصار ساحق حاسم للجيش العثماني بقيادة السلطان «يلدرم» بايزيد الأول (لقبه «يلدرم» ومعناه بالتركية: «الصاعقة»، لسرعة انقضاضه في الحرب كالصاعقة)،[1][2][3] وهزيمة جيش التحالف المجري الكرواتي البلغاري الأفلاقي الفرنسي البُرغُوني الألماني وقوات متنوعة وبمساعدة أسطول بحري من البندقية على يد جيوش الدولة العثمانية،[4][5] ونهاية الإمبراطورية البلغارية الثانية.[la 1][la 2] وغالباً ما يُشار إليها باسم واقعة الحملة الصليبية عند مدينة نيقوپوليس في بلغاريا بقيادة سيغيسموند ملك المجر.[la 3][6]
معركة نيقوپوليس | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحروب العثمانية في أوروبا والحملات الصليبية | |||||||||
رسمٌ إفرنجي لواقعة نيقوپوليس | |||||||||
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
الدولة العثمانية |
الصليبيون: الإمبراطورية الرومانية المقدسة | ||||||||
القادة | |||||||||
بايزيد الأول | سيغيسموند المجري ستيبور الستيبورشي
| ||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
بعد انتصار العثمانيين الساحق على الصليبيين في معركة قوصوه عام 1389م لم تعد هناك قوة صليبية أخرى قادرة على الوقوف أمامهم، وانساحت جيوشهم يفتحون معظم بلاد البلقان حتى تقلّصَت الإمبراطورية البيزنطية إلى المنطقة المحيطة بعاصمتها القسطنطينية، فضرب السلطان العثماني بايزيد الأول عليها حصاراً دائماً بدءاً من عام 1394م،[4][7] ولذلك تحركت حملة صليبية جرارة لردع العثمانيين عام 1396م، إلا أن السلطان خرج لهم بجيشه وقطع عليهم تقدمهم وفاجأهم في نيقوپوليس، فأبادهم بعد معركةٍ حامية الوطيس، وأحرز العثمانيون مرةً أخرى نصراً حاسماً على الصليبيين في ذلك العام.[la 4]
تكونتِ الحملة الصليبية في ظروفٍ مواتية، فقد كانت حرب المائة عام هادئةً منذ عام 1389م في هدنة طويلة نادرة بين فرنسا وإنجلترا، وكان الفرسان المحاربون بحاجةٍ إلى منافذَ أخرى لإشباع تعطشهم للمجد، فكان تشكيل حملة صليبية للخروج في وجه العثمانيين عنواناً براقاً لأعمال الفروسية والمجد والشرف، وكانت فرنسا في ذلك الوقت مَلَكِيَّة إقطاعية تقليدية، والسادةُ الإقطاعيون الكبار أقوياء للغاية ومستقلين إلى حد كبير في مناطق نفوذهم. كان فيليپ الثاني دوق بُرغُونية أقوى هؤلاء الأقطاب جميعاً وعمُّ الملك، وعلى الرغم من تقدمه في السن إلا أنه كان يعتز بحلمٍ راوده مدى حياته بأن يخرج بحملةٍ صليبيةٍ يكون هو الراعي الرئيسي لها حتى إنه عيّن ابنه يوحنا الجسور قُمَّس نيڤير في منصب القائد الأعلى للحملة الصليبية مع أنه لم يشهد أيَّ قتالٍٍ من قبل![7][8]
ادَّعى الإقطاعيون أن هدفهم الأسمى والأوحد هو صدّ المدّ العثماني المتتابع، ولكن غايتهم الحقيقية كانت المجد الشخصي ومكانة أسرهم وآفاق الثروة التي يحلمون بجمعها من وراء الحملة.[la 5] تمثلت الأهداف الأخرى للصليبيين بإخراج العثمانيين من البلقان، والسير إلى القسطنطينية لمساعدة المدافعين عنها، وخطَّطَ الفرسان أيضاً لعبور مضيق الدردنيل والسير نحو فلسطين لتحرير القبر المقدس في كنيسة القيامة في بيت المقدس من المُسلمين،[9] بحيث يعودون في نهاية الحملة منتصرين إلى أوروپا عن طريق البحر.[10]
ولكن الحملة كانت -في واقع الأمر- ممزقةً منذ بدايتها بسبب الخلافات الشديدة بين قادة الصليبيين على الأسبقية والمكانة. وحين وصل زحف الفرسان الصليبيين إلى مدينة نيقوپوليس أواخرَ الصيف -بعد معاركَ عديدةٍ خاضوها ضد المدن الصغيرة الواقعة على طول الطريق الذي سلكوه- لم يكن معهم تجهيزات أو أدوات حصار ومجانيق للاستيلاء على قلعتها بالقوة، فاضطروا لوقف التقدم وضربوا حصاراً على قلعة نيقوپوليس حتى يتمكنوا منها فلا تصبح شوكةً في ظهورهم حالما يجتازونها دونما تحييدها. ولكن بعد أسابيعَ من الحصار فوجئ الصليبيون بالسلطان بايزيد الأول وقد ظهر على رأس جيش كبير على مشارف نيقوپوليس ومسافة عدّة ساعاتٍ منهم فقط بدون أن يتجهزوا لمناجزته. أصيب معسكر الصليبيين بالذعر، وعلى الرغم من نقاشات قادتهم في مجلس الحرب، إلا أن أفعالهم كانت متهورةً وغيرَ مُنسَّقةٍ فيما بينهم.
أصرّ الفرسان الفرنسيون على قيادة الهجوم منفردين غير مدركين تماماً لحجم جيش السلطان القادم، وكانت هجمة الفرسان الفرنسيين ناجحةً في البداية، لكن السلطان بايزيد رد عليهم بقواته الاحتياطية.[la 6] فقد اندفع الفرسان الفرنسيون مسرعين باتجاه العثمانيين، وانفصلوا عن قوات الدعم من المشاة المجريين البطيئة حتى بَعُدت المسافة بينهم بسبب غرور الفرنسيين وسعيهم لضمان مجد النصر حصراً لأنفسهم دون المجريين. وعندها أمر السلطان بايزيد بشنِّ هجومٍ مضادٍ على الفرسان، واستطاع تدميرهم وسحقهم تماماً، ولما وصل المشاة المجريون لاحقاً إلى ساح القتال متأخرين بفاصل زمني حاولوا يائسين دعم الفرنسيين المندحرين، لكنهم -في غفلةٍ منهم- لم يلحظوا تحرك سلاح الفرسان العثماني الخفيف للالتفاف سريعاً حول جموع الصليبيين، وبإحكام الالتفاف حُصر الصليبيون وسط العثمانيين الذين أعمَلوا فيهم القتل وأبادوهم. كان سيغيسموند ملك المجر من بين القلائل الذين نجحوا في الفرار من المعركة والتجأ إلى الأسطول الراسي في النهر.[la 6]
بعد انتهاء المعركة اختار العثمانيون من الأسرى الصليبيين الشبابَ الذين قُدّرَ بأنهم دون سن العشرين، وأرسلوهم ليعيشوا في كَنَفِ أُسَرٍ عثمانية.[la 7]
يُشار إلى تلك المعركة بأنها آخر الحملات الصليبية واسعة النطاق في العصور الوسطى، هي وحملة ڤارنا الصليبية (1443م-1444م) التي تلتها، والتي انتهت أيضاً بانتصار العثمانيين ومهَّدت لفتح القسطنطينية بعدها بإحدى عشرة سنةً (1453م).[la 5]
سُمِّيَت معركة نيقوپوليس على اسم حصن وقلعة نيقوپوليس الواقعة على ضفاف نهر الدانوب (الطونة) في الأراضي البلغارية حالياً. جميع الروايات المكتوبة عن المعركة غيرُ مؤكدةٍ تماماً؛ وينقسم تقييم المؤرخين حول أحداثها بشدةٍ، وفي كثير من الأحيان يتحيّزون وفقاً لأصولهم وانتماءاتهم، بل إن يوم المعركة نفسه غير مؤكد، فالعديد من المؤلفين ومعظمهم من الأنجلوساكسون يعتبرونها وقعت يوم 25 سبتمبر؛ وفي الأدب التاريخي المجري يرجع تاريخها في الغالب إلى 28 سبتمبر، وتشترك معه بعض المصادر الأخرى بأن وقوعها كان يوم 28 سبتمبر 1396م.[11]