ملكوت الله (مسيحية)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
ملكوت الله (باليونانية Βασιλεία τοῦ Θεοῦ - Basileia tou Theou- بالآرامية ܡܠܟܘܬܐ ܕܐܠܗܐ ملكوثو دالوهو)، هو مفهوم أساسي من مفاهيم المسيحية وهو المحور الرئيسي لرسالة يوحنا المعمدان ويسوع المسيح في الإنجيل.[1][2][3]
ترد عبارة ملكوت الله أو ملكوت السموات في العهد الجديد أكثر من مئة مرة وقد شرحها يسوع مرارا مستخدما الأمثلة.
في إنجيلي مرقس ولوقا تستعمل عبارة ملكوت الله، أما في إنجيل متى نجد عبارة رديفة تستخدم بدلا عنها وهي ملكوت السموات (Βασιλεία τῶν Οὐρανῶν) وذلك بحسب رأي باحثي الكتاب المقدس أن إنجيل متى كتب بيد إنسان يهودي وجه إنجيله لليهود لذلك وحفاظا على عاداتهم تحاشى الكاتب ذكر اسم الله دلالة على الخنوع والخضوع لعظمة الرب، مفضلا استعمال ملكوت السموات والتي جاءت متوافقة مع سياق المعنى.
ويختلف علماء اللاهوت حول معنى بشارة المسيح بالملكوت، فقسم منهم يذهب إلى أن يسوع كان ينادي بها كحدث متوقع حدوثه في المستقبل، وقسم آخر يعتقد بأن الملكوت كان قد جاء فعلا إلى الإنسان بشخص المسيح.
أما اللاهوت الأرثوذكسي فيقول بأن ملكوت السموات ليس هو السماء كما يتخيل البعض بل هو دائرة حكم الله على الأرض والسماء، أي هو نطاق سلطان الله الذي يشمل بطبيعة الحال كل ما في الوجود، وبحسب الإيمان المسيحي فإن السماء أو العالم الروحي تعترف بحكم الله وتخضع له، أما الأرض أو العالم المادي فهي ولوقت محدود بحاجة لمعرفة سر الله لتخضع له وتعترف بملكه، وهذه هي مهمة الكنيسة أن تعلن السر الذي استلمته من المسيح ورسله لكل الخليقة، وهو أن ملك الله سيحل قريبا على العالم ليكون الله الكل في الكل (أفسس 1: 23) (1كورنثوس 15: 28)وذلك مع قدوم اليوم الأخير.
وبشكل عام إن الإيمان بمسألة الملك الإلهي كانت فكرة مشتركة بين جميع أديان الشرق القديم.