إسينيون
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الإسينيون (بالعبرية: אִסִּיִים) هي حركة دينية يهودية روحانية ظهرت خلال فترة الهيكل الثاني في الفترة من القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن الأول الميلادي.[2] من المحتمل أن تكون حركة الإسينيين قد نشأت كمجموعة خاصة بين اليهود في زمن يوناثان المكابي بسبب بالخلافات حول الشريعة اليهودية والاعتقاد بأن اختيار يوناثان كاهنًا أعظم لم يكن شرعيًّا.[3] ويعتقد معظم العلماء أن الإسينيين انشقوا من طائفة الصدوقيين[4] بعدما رأوا في أنفسهم أنهم البقية الحقيقية لبني إسرائيل المتمسكين بالعهد الحقيقي مع الله، والتزموا بتفسيرهم للتوراة المنسوب إلى زعيمهم الأول معلم البر الذي ربما كان رئيس الكهنة الشرعي، واتبعوا نهجًا محافظًا في الالتزام بالشريعة اليهودية.
| ||||
---|---|---|---|---|
الدين | اليهودية | |||
الزعيم | معلم البر | |||
تاريخ الظهور | القرن الثاني قبل الميلاد | |||
مَنشأ | شمال غرب البحر الميت | |||
الأركان | ||||
الامتداد | مستوطنات مختلفة في المقاطعة اليهودية منها قمران،[1] | |||
تعديل مصدري - تعديل |
وفقًا للكاتبين اليهوديين يوسيفوس فلافيوس وفيلون السكندري، بلغ عدد الإسينيين حوالي أربعة آلاف، وأقاموا في مستوطنات مختلفة في جميع أنحاء المقاطعة اليهودية. بينما حدّد المؤرخ الروماني بليني الأكبر موقعهم شمالي عين جدي على الجانب الغربي من البحر الميت.[5][6] ذكر بليني في بضعة أسطر أن الإسينيين لم يكونوا يهتمون بالمال، وأنهم موجودون منذ آلاف الأجيال، وأنهم لا يتزوجون. أما يوسيفوس فقد قدّم معلومات تفصيلية عن الإسينيين في كتابه الحرب اليهودية، ومعلومات أقل في كتابيه عاديات اليهود وحياة يوسفيوس فلافيوس، حيث إدعى معرفته اللصيقة بهم، وعدّهم كواحدة من ثلاث طوائف يهودية فلسفية[7] مع الفريسيين والصدوقيين. ذكر يوسفيوس أيضًا نفس المعلومات المتعلقة بتقواهم وعزوبيتهم؛ ومشاعية المال والممتلكات؛ والحياة الجماعية؛ والالتزام الصارم بالسبت. وأضاف أيضًا أن الإسينيين كان لهم طقس يغطسون فيه في الماء كل صباح (وهي ممارسة تشبه استخدام الحسيديم المعاصرين للميكفاه)؛ يأكلون سويًا بعد الصلاة؛ ويكرسون أنفسهم للأعمال الخيرية والإحسان؛ وممنوع عليهم التعبير عن غضبهم؛ ويدرسون كتب القدماء؛ ويحفظون أسرارهم؛ ويجتهدون في حفظ أسماء الملائكة المذكورة في كتبهم المقدسة.
حديثًا، اكتسب الإسينيون شهرة بعد اكتشاف مجموعة واسعة من الوثائق الدينية المعروفة باسم مخطوطات البحر الميت التي يُعتقد أنها تخص الإسينيين. عُثر على المخطوطات في خربة قمران وهو موقع أثري يقع على الشاطئ الشمالي الغربي للبحر الميت، يُعتقد أنه كان مسكنًا لمجتمع الإسينيين. شملت تلك الوثائق نسخ متعددة من أجزاء من الكتاب المقدس العبري إلى جانب الأسفار القانونية الثانية والأسفار التي تخص الطائفة مثل مخطوطات قانون المجتمع ووثيقة دمشق ومخطوطة الحرب التي توفر رؤى قيمة حول الحياة المجتمعية والأيديولوجية والدينية عند الإسينيين.
الشائع أن الإسينيين اختفوا بعد الثورة اليهودية الكبرى التي شهدت أيضًا تدمير مستوطنة قمران.[3] لاحظ علماء عدم وجود مصادر مباشرة تدعم هذا الادعاء، مما يزيد من إمكانية بقاءهم أو بقاء مجموعات ذات صلة بهم في القرون التالية.[8] كما يعتقد بعض الباحثين أن تعاليم الإسينيين أثرت على جماعات دينية أخرى مثل المسيحيين الأوائل والمندائيين.[9][10]