أزمة حكومة الحرب البريطانية عام 1940
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
في مايو 1940، خلال الحرب العالمية الثانية، انقسمت حكومة الحرب البريطانية حول مسألة التفاوض مع ألمانيا النازية أو مواصلة العمليات الحربية. كان أطراف الخلاف الأبرز هم رئيس الوزراء، ونستون تشرشل ووزير الخارجية فيكونت هاليفاكس، إدوارد وود. تفاقم الخلاف ووصل مرحلة حرجة وهدد استمرارية حكومة تشرشل.
انسحبت قوة الاستطلاع البريطانية إلى دونكيرك وأصبح سقوط فرنسا وشيكًا، فرأى هاليفاكس أنه يتعين على الحكومة البحث في إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية تفاوضية. كان أمله أن يتوسط حليف هتلر، الديكتاتور الإيطالي موسوليني الذي ما يزال محايدًا، للتوصل إلى اتفاق. في 27 مايو، نوقشت مذكرة تقترح هذا الأمر في مجلس الوزراء الحربي، إلا أن تشرشل عارضها وحث زملائه على مواصلة القتال دون إقامة مفاوضات. حظي هاليفاكس في مجلس الوزراء الحربي على تأييد عضوين من حزب العمال، كليمنت أتلي وآرثر غرينوود، بالإضافة إلى وزير خارجية الطيران، السير أرشيبالد سنكلير، الذي وقع الاختيار عليه زعيمًا للحزب الليبرالي في مجلس الوزراء الحربي خلال اجتماعاته حول المفاوضات المقترحة. تمثلت أبرز مشاكل تشرشل بأنه لم يكن زعيم حزب المحافظين وكان بحاجة إلى كسب دعم رئيس الوزراء السابق نيفيل تشامبرلين، فلولاه، كان من الممكن أن ترغمه الأغلبية المحافظة الكبيرة في مجلس العموم على الاستقالة.
في 28 مايو، تمكن تشرشل من التفوق على هاليفاكس عندما دعا حكومة خارجيته المكونة من 25 عضوًا إلى الاجتماع، حيث حصل على تأييد قراره بمواصلة القتال بالإجماع. على الرغم من تأثر هاليفاكس بعدم حصوله على دعم تشامبرلين، تقبل رفض اقتراحه. أجمع المؤرخون على أن تأييد تشامبرلين النهائي لتشرشل كان نقطة تحول حاسمة في الحرب.