إشارة اجتماعية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الإشارات الاجتماعية (بالإنجليزية: Social cues) هي إشارات لفظية أو غير لفظية يُعبر عنها من خلال الوجه والجسم والصوت والحركة (وغيرها)، وتوجه هذه الإشارات المحادثات والتفاعلات الاجتماعية الأخرى من خلال التأثير على انطباعاتنا واستجاباتنا للآخرين.[1] تُعد هذه الإشارات أدوات تواصل مهمة لأنها تنقل معلومات اجتماعية وسياقية وبالتالي تسهل الفهم الاجتماعي.[2]
تتضمن بعض الأمثلة على الإشارات الاجتماعية ما يلي:
تعد الإشارات الاجتماعية جزءًا من الإدراك الاجتماعي وتخدم أغراضًا متعددة في التنقل في العالم الاجتماعي، ونظرًا لطبيعة البشر الاجتماعية، فهم يعتمدون اعتمادًا كبيرًا على القدرة على فهم الحالات العقلية للآخرين والتنبؤ بسلوكهم.
من وجهة نظر التطور، تعتبر هذه القدرة حاسمة في المساعدة على تحديد التهديدات المحتملة والفرص المفيدة؛[3] وفي المساعدة على تكوين العلاقات والحفاظ عليها من أجل تلبية الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية والسلامة.[4] وتعطينا هذه الإشارات قدرة على التنبؤ بمعاني ونوايا الآخرين من أجل أن نكون قادرين على الاستجابة بطريقة فعالة وقابلة للتكيف،[3] وكذلك توقع كيفية استجابة الآخرين لخيارات الشخص.[5] على سبيل المثال، وُجد أن الناس يتصرفون بشكل أكثر إيجابية في نظرية الألعاب عند ينظر إليهم، ممّا يدل على وجود مخاطر محتملة على السمعة (انظر أيضًا تأثير مشاهدة العين).[6]
القدرة على إدراك الإشارات الاجتماعية ودمجها في الأحكام المتعلقة بالحالات العقلية المتعمدة للآخرين (مثل المعتقدات والرغبات والعواطف والمعرفة) غالبًا ما يُشار إليها بنظرية العقل أو التعقيل، وتظهر عند حوالي 18 شهرًا من العمر.[7] وتُعد معالجة الإشارات الاجتماعية وفك تشفيرها جزءًا مهمًا من التفاعل البشري اليومي (مثل تبادل الأدوار في المحادثة)،[8] وبالتالي فهي مهارة بالغة الأهمية للتواصل والتفاهم الاجتماعي.
كما أن مراعاة الحالات الداخلية للآخرين مثل الأفكار أو العواطف يُعد جزءاً مهماً من تكوين العلاقات والحفاظ عليها، ونظام المراقبة الاجتماعية يوائم الأشخاص مع المعلومات الخارجية المتعلقة بالموافقة الاجتماعية والرفض من خلال زيادة الحساسية بين الأشخاص، و"الاهتمام والدقة في فك الإشارات الاجتماعية الشخصية"[4] ذات الصلة باكتساب الإدماج. والقدرة على الكشف الدقيق عن كل من الإشارات الإيجابية والسلبية تسمح للفرد بالتصرف بشكل تكيفي، وتجنب الرفض في المستقبل، ممّا ينتج عنه اندماج اجتماعي أكبر. كما أن الحاجة العالية للاندماج الاجتماعي بسبب الأحداث الظرفية (مثل الرفض) تنشط مراقبة اجتماعية أعلى؛ والأفراد الذين يواجهون على وجه العموم احتياجات انتماء أكبر يرتبطون بحساسية أكبر بين الأشخاص. ومع ذلك، لا ينبغي الخلط بين هذه الآلية وحساسية الرفض، التي تًعد تحيز يفسر الإشارات الاجتماعية الغامضة على أنها علامات للرفض.[4]
يمكن أن يجعل الوعي غير المتطور للإشارات الاجتماعية التفاعل في المواقف الاجتماعية صعبًا، وثمة العديد من الاضطرابات العقلية (مثل الفصام) التي تضعف هذه القدرة، وبالتالي تجعل التواصل الفعال وكذلك تكوين العلاقات مع الآخرين أمرًا صعبًا بالنسبة للشخص المصاب.[9] بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الأبحاث أن كبار السن يواجهون صعوبات في استخراج وفك تشفير الإشارات الاجتماعية من البيئة، وخاصة تلك المتعلقة بالفاعلية البشرية والقصد.[10] في حين يعتمد الأطفال على الإشارات الاجتماعية أكثر من البالغين حيث يستخدمها الأطفال لفهم محيطهم والتعرف عليه.[11]