التأريخ الإثيوبي
نظرة عامة حول عملية التأريخ في إثيوبيا / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول التأريخ الإثيوبي?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
ٱلتَّأرِيخُ ٱلإِثْيُوبِيّ يُجسّد تَخصصاتِ تسجيلِ تَاريخ إِثيوبيا في العُهود القديمة والقُرون الوسطى وكذلك العُهود الحديثة المُبْكرة والحَديثة اللاحقة، بما في ذلك كل من المصادر المَحلّيةِ والأجْنَبية. تَعود جُذور كِتابة التاريخِ الإثيوبيّ إلى عهد ممكلة أكسوم القديمة بين عامي 100 ق.م. حتى 940 م. وقد كُتبت هذه النُّصوصُ المُبكرة إمّا باستخدام الحروف الجعزية الإثيوبية أو باستخدام الألفبائية اليونانية، وتَضمّنَت مجموعةً متنوعةً من الوسائطِ مِثل المخطوطات والنقوش الكتابية على اللوحات التذكارية والمسلات التي وَثقتِ الأحداثَ المُعاصِرة.
أصبح تدوين التاريخ نمطًا راسخًا في الأدب الإثيوبي في العهود المبكرة للسُّلالة السليمانية التي امتدّت من عام 1270 م وحتى أُفولها عام 1974 م، حيث كانت أغلب التأريخات المُدوَّنة من نوع كِتابة السِّيَر المَلَكيّة والتّسلسُل الزمنيُّ لسِِجلات الأُسرِ الحاكمةِ، مُكمّلةً بِسِيَرِ حياة القديسين والتأريخات العالمية على شكل حَوْليَّات. وأصبحت الأساطير المَسيحية مِحْور التأريخ الإثيوبي في العُصور الوُسْطى بسَبب بَعض المُؤلّفات الأرثوذكسية الإثيوبية مثل ملحمة مجد الملوك، وَعَزَّزَ ذَلك التَّقاليدُ الأنسابيّةُ لحُكّام السُلالات السُليمانيّة في إثيوبيا.
سَيطر اللّاهوتُ المسيحيُّ والتسلسلُ الزمنيّ للكتابِ المقدسِ على الأدبِ التأريخي الإثيوبيّ، كما كان هناك تأثرٌ كبيرٌ بالشّعوبِ المُسلمة والوَثنية والأجنبية من داخل القرن الأفريقي وخارجه. وفي القرن الرابعِ الميلاديّ أقيمت علاقاتٌ دبلوماسيةٌ مع العالم المسيحي في العصر الروماني في عهد عيزانا أول ملك مسيحيّ في إثيوبيا، وجُدِّدت في أواخر العصور الوسطى عن طريق السفارات التي كانت تسافر من وإلى أوروبا في العصور الوسطى.
وبِناءً على الموروث التاريخي للكتابات اليونانيّة والرومانيّة القديمة عن إثيوبيا، قامَ المؤرّخون الأورُوبيّونَ في العصورِ الوسْطى بمحاولات لوصف إثيوبيا وشعبها والإيمان الديني فيما يتعلق بالكاهن يوحنا الأسطوري، الذي كان ينظر إليه على أنه حليفٌ محتملٌ ضد القوى الإسلامية. كما ذُكر التاريخ الإثيوبي وشُعوبهُ في أعمال التأريخ الإسلامية في فترات القرون الوسطى وحتى الموسوعات الصينيّة وآداب السفر وفي التأريخات الرسميّة.
وخلال الفترة الممتدة بين القرن السادس عشر الميلادي وبداية الفترة الحديثة المبكرة، عُقِد تحالفاتٍ عسكريةٍ مع الإمبراطوريّةِ البرتغاليّةِ، ووصل إليها المُبشرونَ اليسوعيونَ الكاثوليكيون، وقامت حروب طويلةُ الأمدِ مع مسلمي أفريقيا بما في ذلك سَلطنة عَدل والدولةُ العثمانيّة، وكذلك مع شعب الأورومو الذي هدد أمن الإمبراطورية الإثيوبية. ألهمت هذه الاتصالات والصراعات أعمال وصف الأعراق البشرية، لمؤلفين مثل الراهب والمؤرخ بحري، والتي كانت جُزءًا لا يتجزأ من التقاليدِ التأريخية القائمة، وشجعت على رؤية أوسعَ للسجلات التاريخيّة لمكانة إثيوبيا في العالم. كما ألّف المبشران اليسوعيان بيدرو بايز بين عامي 1564 – 1622 م وَمانويل دي ألميدا تأريخًا إثيوبيًا، لكنه ظلّ على شكلِ مخطوطةٍ اقتُصِر تَداولها بينَ الكهنة اليسوعيين في الهندِ البرتغاليّة فقط، ولم يُنشر في الغربِ حتى العصر الحديث.
طُوّرَ التأريخُ الإثيوبيّ الحديثُ محليًّا على يَد الإثيوبيين الأصليين وكذلك من قبل المؤرخين الأجانب، وأبرزهم المُستشرقُ الألمانيّ هيوب لودولف الذي اعتبره المُؤرخ البريطانيّ إدوارد أوليندورف مُؤَسِس الدّراسات الإثيوبيّة. شهدت فترة أواخرِ القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل القرن العشرون الميلادي عَصرًا أدخلت فيهِ الأساليبِ التأريخيةِ الغربيةِ حيث جَرت مُوالفتها مع المُمَارسات التأريخيّة التقليدية، والتي جسدتها أعمالٌ مثل تلك التي قام بها هيروي وولدي سيلاسي. ومُنذ ذلك الحين، وَضعَ هذا الانضباطُ نُهجًا جديدة في دراسة ماضي إثيوبيا، ووجه انتقاداتٍ لبعضِ الآراءِ التقليديّة التي يهيمن عليها السّاميون والتي كانت سائدة بدورها وأحيانًا على حساب علاقاتِ إثيوبيا التقليدية مع الشّرق الأوسط. وكانَ للتأريخ الماركسي والدراساتِ الأفريقيةِ أدوارًا هامة في تطوير هذا التخصص. ومنذ القرن العشرين أولى المؤرّخُون اهتمامًا أكبر لقضايا الطبقة والجنس والعرق. وحَظِيت التقاليد المتعلقة بالسكان الآخرين الناطقين باللغات الأفريقية الآسيوية باهتمامٍ أكبر، حيثُ أعادَت التَحليلاتُ الأدبيةُ واللّغويةُ والأثريةُ تشكيل تصور أدوارهم في المجتمع الإثيوبي التاريخي. ارتكز التأريخُ في القرن العشرين إلى حدٍ كبيرٍ على الأزْمَة الحبشية عام 1935 م والحربِ الإيطاليةِ الإثيوبيةِ الثانية، في حين لَعبَ الانتصارُ الإثيوبيُّ على مَملكةِ إيطاليا في معركة عدوة عام 1896 م الدورَ الرئيسْ في الأدبِ التأريخي لهذين البلدين مباشرةً بعد الحرب الإيطالية الإثيوبية الأولى.