الحرب البولندية الليتوانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت الحرب البولندية الليتوانية نزاعًا مسلحًا بين ليتوانيا المستقلة حديثًا وبولندا في أعقاب الحرب العالمية الأولى. تمحور النزاع بشكل رئيسي حول السيطرة الإقليمية على منطقة فيلنيوس، بما في ذلك مدينة فيلنيوس، ومنطقة سوفاوكي، بما فيها من بلدات سوفاوكي، وأوغوستوف، وسيني. تحدد الصراع بشكل كبير تبعًا لتطورات الحرب البولندية السوفيتية والجهود الدولية للوساطة في منظمة السفراء وعصبة الأمم في وقت لاحق. توجد اختلافات كبيرة في كتابة التاريخ بين الجانبين البولندي والليتواني. وفقًا للمؤرخين الليتوانيين، كانت الحرب جزءًا من حروب الاستقلال الليتوانية وامتدت من ربيع 1919 إلى نوفمبر 1920. ووفقًا لبولندا، تمحورت الحرب حول الصراع على منطقة سوفاوكي من سبتمبر إلى أكتوبر 1920 وكانت جزءًا من الحرب السوفيتية البولندية.
الحرب البولندية الليتوانية | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب البولندية السوفيتية | |||||||
موكب فرسان بولندي في سيجيني | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
بولندا | ليتوانيا | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
استولت بولندا في أبريل 1919 على فيلنيوس وأصبحت على تماس مع الجيش الليتواني الذي كان بدوره يقاتل في الحرب الليتوانية السوفيتية. في مواجهتهم لعدو مشترك، لم تكن العلاقات البولندية الليتوانية عدائية منذ البداية. تأملت بولندا في إقناع ليتوانيا للانضمام إلى ما يشبه الاتحاد البولندي الليتواني (انظر اتحاد ميدزيمورز)، الذي رأت فيه ليتوانيا خسارةً لاستقلالها أمام الفدرالية البولندية. ومع تدهور العلاقات الثنائية، رسمت قوات الحلفاء خطين من الحدود الفاصلة على أمل وقف أي أعمال عدوانية مفتوحة جديدة. لم تُرضِ الخطوط أيًّا من الأطراف وتم تجاهلها. استقرت الجبهة حتى صيف 1920 بعد فشل الانقلاب البولندي ضد الحكومة الليتوانية في أغسطس 1919.
كانت بولندا بصدد خسارة الحرب البولندية السوفيتية في يوليو 1920، ودخلت في حالة انسحاب كامل. لاحق الليتوانيون القوات البولندية المنسحبة لتأمين الأراضي المخصصة لليتوانيا بموجب معاهدة السلام السوفيتية الليتوانية. كان السوفيت أول من دخل فيلنيوس. ومع ذلك، بمجرد تحقيق بولندا نصرًا كبيرًا في معركة وارسو وإجبار السوفيت على التراجع في أغسطس 1920، اضطر الليتوانيون إلى الدفاع عن حدودهم المعدلة حديثًا، والتي لم تعترف الحكومة البولندية بصلاحيتها. اندلع القتال في منطقة سوفاوكي. هاجمت بولندا ليتوانيا أثناء معركة نهر نيمن على جبهة واسعة. غيّرت المعركة الوضع العسكري جذريًا وتركت فيلنيوس عرضة للهجوم. وقّعت بولندا تحت ضغط من عصبة الأمم على اتفاقية سوفاوكي في 7 أكتوبر 1920. ورسمت الاتفاقية خطًّا حدوديًّا جديدًا، لكنه لم يكن مكتملًا ولم يوفر الحماية لفيلنيوس.
في الثامن من أكتوبر عام 1920، نظّم الجنرال البولندي لوتسيان جيلغوفسكي تمرّدًا بين القوات البولندية وزحف إلى فيلنيوس «للدفاع عن حق البولنديين المحليين في تقرير المصير». تم التخطيط والسماح لعملية التمرد من قبل رئيس الدولة البولندي يوزف بيوسودسكي. استولت قوات جيلغوفسكي على فيلنيوس، لكن أوقفت القوات الليتوانية أي تطورات إضافية. أعلن جيلغوفسكي إنشاء جمهورية ليتوانيا الوسطى وعاصمتها فيلنيوس. تم توقيع وقف لإطلاق النار في 29 نوفمبر. لم تستطع الوساطة المطولة من عصبة الأمم تغيير الوضع وبالتالي القبول بالوضع الراهن في عام 1923. دُمجَت جمهورية ليتوانيا الوسطى في مقاطعة ويلنو في عام 1922. لم تعترف ليتوانيا بهذه التطورات واستمرت في المطالبة بفيلنيوس كعاصمة دستورية. لم تنشأ علاقات دبلوماسية بين بولندا وليتوانيا حتى الإنذار البولندي لليتوانيا سنة 1938.