المسيحية في القرن السابع عشر
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
في القرن السابع عشر، تزايد النشاط التبشيري في قارة آسيا والأمريكتين، ورسخ جذوره، ونمّا مؤسساته رغم مواجهته مقاومةً قوية في اليابان على وجه الأخص. بالتزامن مع ذلك، نجح الاستعمار المسيحي في بعض البلدان خارج أوروبا، مدفوعًا بحوافز اقتصادية ودينية. انخرط التجار المسيحيون بشكل واسع في تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي، والتي خلّفت أثرًا في نقل الأفارقة إلى المجتمعات المسيحية. تواصلت الحروب البرية بين المسيحية والإسلام، واتخذت شكل حملات شنّتها إمبراطورية هابسبورغ والإمبراطورية العثمانية في البلقان، وحصلت نقطة التحوّل الكبرى في معركة فيينا في العام 1683. توسعت روسيا القيصرية، ذات الديانة المسيحية الأرثوذكسية، توسعت شرقًا إلى سيبيريا وآسيا الوسطى، والمناطق التي تدين بالإسلام والشامانية، وإلى جنوب غرب أوكرانيا كذلك، حيث نشأت الكنائس الشرقية الكاثوليكية البابوية.
نُشرت أعمال كبيرة من الأدب المسيحي، لا سيما ذي الطابع المثير للجدل والألفيّ، بالإضافة إلى التاريخي منه والأكاديمي. اكتسب علم السيرة التقديسية أهمية أكبرَ بفضل أعمال البولانديين، ونضجت كتابة ومناقشات التاريخ الكنسي على يد الباحثين الكاثوليك مثل سيزاري بارونيو وجان مابيون، والبروتستانت منهم مثل ديفيد بلونديل الذين رسموا الخطوط العريضة لهاته العلوم. خلّف فن الباروك المسيحي والموسيقا المقتبسة من الأنواع الكنسية أثرًا مدهشًا وعميقًا على عوام الفنانين الذين يستخدمون التعبيرات والمواضيع غير الدينية. غالبًا ما عالج الشعر والمسرح موضوعاتٍ توراتية ودينية، على سبيل المثال، عمل جون ميلتون الفردوس المفقود.