برنامج هاملت الاستراتيجي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
برنامج هاملت الاستراتيجي (بالإنجليزية: Strategic Hamlet Program) (بالفيتنامية: Ấp Chiến lược) (بالعربية: برنامج القرية الاستراتيجي) هو برنامج بدأ في عام 1961 أثناء حرب فيتنام. هذا البرنامج الأمريكي الفيتنامي الجنوبي المشترك حاول إعادة توطين سكان المناطق الريفية في معسكرات محصنة. وعزلهم عن المسلحين الشيوعين.[1]
في عام 1962، بدأت حكومة جنوب فيتنام بتنفيذ برنامج هاملت الاستراتيجي بعد أن حصلت على الدعم والمشورة والتمويل من قبل الولايات المتحدة. وكانت فكرة البرنامج تتمثل في عزل السكان من المسلحين الشيوعيين المعروفين بـ «الفيت كونغ»، وتوفير التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز سيطرة الحكومة على الريف. وقد لعب برنامج هاملت الاستراتيجي، إلى جانب سلفه، برنامج تنمية المجتمع الريفي، دوراً هاماً في تشكيل الأحداث في جنوب فيتنام خلال أواخر الخمسينات وأوائل الستينات. حاولت كل هذه البرامج إنشاء مجتمعات جديدة من «القرى الصغيرة المحمية». وتوفير الحماية والدعم الاقتصادي والمساعدة للفلاحين الريفيين من قبل الحكومة الفيتنامية الجنوبية، وكان المأمول تحسين العلاقات بين سكان الريف وحكومة جنوب فيتنام، بالإضافة إلى حصول حكومة جنوب فيتنام على الولاء من قبل الريفيين وقطع علاقتهم بالفيت كونغ.[1]
فشل برنامج هاملت الاستراتيجي فشلًا ذريعًا، مما أدى إلى انحياز الفلاحين إلى الفيت كونغ، وتعاطفهم معهم؛ لشعورهم أنهم لا يشكلون أيّ تهديد لهم. واشتدت مشاعر الكراهية للحكومة والسخط على رجالها. وخاب الفلاحون، الذين قبلوا الانضمام إلى جماعات الدفاع الذاتي، لدى رفض الحكومة إمدادهم بالأسلحة. كما أن كثيراً منهم، تعرضوا لاستغلال موظفين رسميين، استرشوهم مقابل حصصهم من السماد، ومياه الري، والرعاية الصحية، والتعليم، والخدمات الأخرى. كذلك ساهم هذا البرنامج بنمو تأثير الفيت كونغ. وبعد الإطاحة بالرئيس نغو دينه ديم في انقلاب نوفمبر 1963، تم إلغاء البرنامج. وانتقل الفلاحون إلى منازلهم القديمة أو أصبحوا لاجئين. وكان فشل برنامج هاملت الاستراتيجي وغيره من برامج مكافحة التمرد والتهدئة من الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة إلى اتخاذ قرار بالتدخل في جنوب فيتنام من خلال الضربات الجوية والقوات البرية.[1]