تاريخ الأسبرين
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يمتد تاريخ الأسبرين (المعروف أيضا باسم أسيتيل ساليسيلك أسيد أو ـ أ.س.أ) واستخداماته الطبية والمواد المرتبطة به إلى تاريخ قديم، على الرغم من أنه لم يتم التصنيع النقي والتسويق للأسيتايل ساليسيلك أسيد قبل عام 1899. تظهر العقاقير المصنعة من الصفصاف والنباتات الغنية بالساليسيليت في الألواح الطينية التي ترجع إلى حضارة سومر، وبردية إبيرس من مصر القديمة كذلك.[1][2] أشار هيبوقراط إلى استخدام شاي الصفصاف في تخفيف الحمى حوالي عام 400 قبل الميلاد، كما كان جزء من الأدوية الموجودة في الطب الغربي في العصور الكلاسيكية القديمة والعصور الوسطى.[1] اكتشف تأثير مستخلص لحاء الصفصاف على الحمى والألم والالتهابات في منتصف القرن الثامن عشر.[3] بحلول القرن التاسع عشر كان الكيميائيون يقومون بعمل التجارب ويَصِفون مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية المتعلقة بحمض الساليسيليت، العنصر الحيوي في مستخلص الصفصاف.[2]:46-55
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
في عام 1853 قام الكيميائي «تشارلز فريدريك جيرهارد» بمعالجة كلوريد الأسيتيل مع ساليسيلات الصوديوم لإنتاج الأستيل ساليسيلك أسيد لأول مرة.[2]:46-48 في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، قام كيميائيون أكاديميون آخرون بوضع تركيب كيميائي للمركب وابتكروا طرق تصنيع أكثر فعالية. في العام 1897، بدأ علماء الأدوية والصبغات من شركة «باير» في التحقيق حول كون الأسيتايل سايليسيلك أسيد بديل أقل تسببًا في الهياج من أدوية الساليسيليت القياسية المنتشرة، وعرّفوا طريقة جديدة للتصنيع.[2]:69-75بحلول عام 1899 أطلقت شركة باير على هذا الدواء اسم «أسبرين» وبدأت بيعه في العالم كله.[4]:27كانت كلمة «أسبرين» هي اسم العلامة التجارية لشركة باير، بدلا عن الاسم العلمي للدواء؛ مع ذلك فقد ضاعت أو تم بيع حقوق العلامة التجارية لشركة باير في العديد من البلدان. ذاعت شهرة الأسبرين في النصف الأول من القرن العشرين مما أدى إلى منافسة شرسة مع انتشار العلامة التجارية للأسبرين ومنتجاته.[1]
قلت شهرة الأسبرين بعد تطوير عقار اسيتامينوفين/ باراسيتامول في عام 1956 وإيبوبروفين في عام 1962. في العقدين 1960 و1970، اكتشف «جون فان» وآخرين الآلية الرئيسية لتأثير الأسبرين،[2]:226-231 بينما أثبتت تجارب سريرية ودراسات أخرى بين عامي 1960 إلى 1980 فعالية الأسبرين كعامل مضاد للتخثر يقلل من خطر أمراض تخثر الدم.[2]:247-257 ارتفعت مبيعات الأسبرين بشكل هائل في العقود الأخيرة من القرن، وظلت قوية في القرن الحادي والعشرين مع انتشار استخدامه كعلاج وقائي ضد النوبات القلبية والسكتات الدماغية.[2]:267-269 التاريخ المبكر للساليسيليت أصبحت العقاقير المستخلصة من أشجار الصفصاف والنباتات الأخرى الغنية بالساليسيليت جزءًا من صناعة المواد الصيدلية منذ عصر حضارة سومر[3] على أقل تقدير. بردية إبريس، وهي نص طبى مصرى منذ عام 1543 قبل الميلاد، يذكر استخدام الصفصاف والآس (نبات أخر غنى بالساليسيلات) لعلاج الحمى والألم.[1][5] أصبحت مستحضرات لحاء الصفصاف جزء أساسي في المواد الطبية في الطب الغربي بدءًا من الطبيب اليوناني هيبوقراط في القرن الخامس قبل الميلاد على أقل تقدير؛ فلقد نصح بمضغ لحاء الصفصاف لتخفيف الألم والحمى، وشرب شاي مصنوع من لحاء الصفصاف أيضا لتخفيف الآلام أثناء الولادة.[3] اقترح الفيلسوف الرماني الموسوعي سلزوس في كتابه «كتاب الطب» في العام 30 الميلادي استخدام أوراق الصفصاف لعلاج أربع علامات للالتهاب: الاحمرار، ارتفاع الحرارة، التورم، الألم. ظهرت علاجات الصفصاف أيضًا في كتاب المواد الطبية لديسقوريديس، وكتاب بليني الأكبر في التاريخ الطبيعي. في عصر جالينوس، كان استخدام الصفصاف منتشرًا في العالمين الروماني والعربي،[2]:14-15 كجزء صغير من مجموعة كبيرة متزايدة من الأدوية النباتية.