حركة الإصلاح البروسية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
حركة الإصلاح البروسية (بالألمانية: Preußische Reformen) سلسلة من الإصلاحات الدستورية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية في مملكة بروسيا. تعرف في بعض الأحيان على أنها إصلاحات شتاين هاردنبيرغ نسبة إلى هاينريش فريدرش كارل فون شتاين والأمير كارل أوغست فون هاردنبيرغ المحرضين الرئيسيين له. يرى بعض المؤرخين القرن التاسع عشر مثل هاينريش فون ترايتشكه الإصلاحات كأولى الخطوات نحو توحيد ألمانيا وتأسيس الإمبراطورية الألمانية.[1]
تُعد الإصلاحات البروسية رد فعل تجاه هزيمة البروسيين على يد نابليون الأول في معركة يينا-أويرشتيد عام 1806، ما أدى إلى إبرام معاهدة تيليست الثانية، والتي فقدت فيها بروسيا نحو نصف أراضيها واضطرت إلى دفع مبالغ جزية ضخمة لفرنسا. كانت بروسيا بحاجة لترشيد إدارتها لتسديد هذه المبالغ. برهنت هزيمة بروسيا وإخضاعها على ضعف نموذجها الملكي المطلق للدولة واستبعادها من القوى العظمى في أوروبا.
شرعت بروسيا بالإصلاحات منذ عام 1807 وما بعده لتصبح قوة عظمى مجددًا، استنادًا إلى أفكار التنوير وتماشيًا مع الإصلاحات في دول أوروبية أخرى. أدى ذلك إلى إعادة تنظيم حكومة بروسيا وإدارتها، وإلى إدخال تغييرات على أنظمة التجارة الزراعية، بما في ذلك إلغاء نظام القنانة والسماح للفلاحين بأن يصبحوا ملاك الأراضي. في مجال الصناعة، هدفت الإصلاحات إلى تشجيع المنافسة بالقضاء على احتكار النقابات. كانت الإدارة لا مركزية وجرى تقليص صلاحيات طبقة النبلاء. كان هناك إصلاحات عسكرية موازية بقيادة جيرهارد فون شارنهورست وأوغست نييدهاردت فون غنييسنو وهيرمان فون بويين، وإصلاحات تعليمية بقيادة فلهيلم فون همبولت. أوضح غنييسنو أن جميع هذه الإصلاحات هي جزء من برنامج واحد عندما ذكر أنه ينبغي على بروسيا وضع ركائزها في «الأولوية الثلاثية المتمثلة بالأسلحة والمعرفة والدستور».[2]
يصعب الجزم بموعد انتهاء الإصلاحات –في مجالات الدستور والسياسة الداخلية بصورة خاصة، ومثّل عام 1819 نقطة تحول، حيث اكتسبت الاتجاهات الإصلاحية اليد العليا على الاتجاهات الدستورية. تباينت نجاحات الإصلاحات رغم أنها حدّثت بروسيا بلا شك، إذ كانت النتائج مخالفة لرغبات الإصلاحيين الأصلية. حررت الإصلاحات الزراعية بعض الفلاحين، إلا أن تحرير الأراضي حكم على العديد منهم بالفقر. شهدت طبقة النبلاء انخفاض امتيازاتها مع تعزيز وضعها الإجمالي.