حروب البرتغال الاستعمارية
1961-1975 الصراعات المسلحة بين البرتغال وحركات المقاومة / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الحرب الاستعمارية البرتغالية والمعروفة أيضًا في البرتغال باسم حرب ما وراء البحار (Guerra do Ultramar) أو في المستعمرات السابقة باسم حرب التحرير (Guerra de Libertação)، وقد نشبت بين الجيش البرتغالي والحركات الوطنية الناشئة في المستعمرات البرتغالية في إفريقيا بين عامي 1961 و1974.أسقط الانقلاب العسكري في عام 1974 النظام البرتغالي المحافظ والسلطوي في ذلك الوقت، الدولة الجديدة (Estado Novo)، ووضع تغيير الحكومة حدًّا للنزاع. كانت الحرب صراعًا أيديولوجيًا حاسمًا في إفريقيا الناطقة بالبرتغالية والدول المجاورة والبرتغال القارية.
حروب البرتغال الاستعمارية | |||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من إنهاء استعمار أفريقيا | |||||||||||
| |||||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
يعتبر النهج التاريخي البرتغالي والدولي السائد أن الحرب الاستعمارية البرتغالية كانت متصورة في ذلك الوقت على أنّها: صراعٌ واحد على ثلاثة مسارح منفصلة للعمليات: أنغولا وغينيا بيساو وموزمبيق (وتضمّن ذلك أحيانًا ضمّ غوا الهندية عام 1961)، بدلًا من عدد من الصراعات المنفصلة التي تساعد فيها الدول الإفريقية الناشئة بعضها خلال الحرب.
على عكس الدول الأوروبية الأخرى خلال الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، لم ينسحب نظام استادو نوفو البرتغالي من مستعمراته الأفريقية، أو من مقاطعات ما بعد البحار (províncias ultramarinas) كما كانت تسمى هذه المناطق رسميًا منذ عام 1951. خلال ستينيات القرن العشرين، أصبحت حركات الاستقلال المسلحة المختلفة نشطة: الحركة الشعبية لتحرير أنغولا وجبهة التحرير الوطني لأنغولا والاتحاد الوطني للاستقلال الكامل لأنغولا في أنغولا والحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر في غينيا البرتغالية وجبهة تحرير موزمبيق في موزمبيق. خلال النزاع الذي تلا ذلك، ارتكبت جميع القوات الضالعة الفظائع.[1]
طوال تلك الفترة، واجهت البرتغال معارضةً متزايدة، وحظرًا للأسلحة وغيرها من الجزاءات العقابية التي فرضها المجتمع الدولي.[2] بحلول عام 1973، لم تعد الحرب تحظى بشعبيةٍ متزايدة بسبب امتداد أمدها وتكاليفها المالية، وتدهور العلاقات الدبلوماسية مع أعضاء الأمم المتحدة الآخرين، والدور الذي لعبته الحرب دائمًا كعامل لإدامة نظام استادو نوفو المتجذّر وانعدام الديمقراطية في الوضع الراهن.[3][4][5]
جاءت نهاية الحرب إثر الانقلاب العسكري لثورة القرنفل في أبريل 1974. أسفر الانسحاب عن نزوح مئات الآلاف من المواطنين البرتغاليين، بالإضافة إلى نزوح الأفراد العسكريين ذوي الأصول الأوروبية والإفريقية والأفراد العسكريين ذوي الأعراق المختلطة من الأراضي البرتغالية السابقة والدول الإفريقية المستقلة حديثًا. تعتبر هذه الهجرة واحدة من أكبر عمليات الهجرة السلمية في تاريخ العالم.[6][7][8]
واجهت المستعمرات السابقة مشاكل خطيرة بعد الاستقلال. أسفرت الحروب الأهلية المدمّرة والعنيفة التي أعقبت أنغولا وموزمبيق، والتي استمرت عدة عقود، عن مقتل ملايين الأشخاص، وتسبّبت في أعداد كبيرة من اللاجئين المشرّدين. أدّى الركود الاقتصادي والاجتماعي والاستبداد وانعدام الديمقراطية وغيرها من الحقوق المدنية والسياسية الأولية والفساد والفقر وعدم المساواة والتخطيط المركزي الفاشل إلى تآكل الحماس الثوري الأولي. أصبح مستوى النظام الاجتماعي والتنمية الاقتصادية المماثلة لما كان قائمًا في ظل الحكم البرتغالي، بما في ذلك خلال فترة الحرب الاستعمارية، هدفَ المناطق المستقلة.[9]
أصبحت الأراضي البرتغالية السابقة في إفريقيا دولًا ذات سيادة، إذ تولّى السلطة أغوستينو نيتو في أنغولا وسامورا ماشيل في موزمبيق ولويس كابرال في غينيا بيساو ومانويل بينتو دا كوستا في ساو تومي وبرينسيبي وأريستيدس بيريرا في الرأس الأخضر.