حزب الشعب (الولايات المتحدة)
حزب سياسي في الولايات المتحدة / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كان حزب الشعب، ويعرف أيضًا بالحزب الشعبوي أو باختصار بالشعبويين، حزبًا سياسيًا زراعيًا يساريًا[1] في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.[2] برز الحزب الشعبوي في أوائل التسعينيات من القرن التاسع عشر كقوة هامة في جنوب وغرب الولايات المتحدة، إلا أن الحزب انهار بعد ترشيحه للديمقراطي ويليام جينينغز بريان في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 1896. واصلت إحدى فصائل الحزب نشاطها خلال العقد الأول من القرن العشرين، إلا أنها لم تحقق مطلقًا الشعبية التي كان الحزب قد نالها في مطلع التسعينيات من القرن التاسع عشر.
حزب الشعب | |
---|---|
البلد | الولايات المتحدة |
تاريخ التأسيس | 1891 |
تاريخ الحل | 1908 |
الأيديولوجيا | شعبوية |
تعديل مصدري - تعديل |
تعود جذور الحزب الشعبوي إلى تحالف المزارعين الذي كان حركة زراعية كانت تشجع الفعل الاقتصادي خلال العصر المذهب، وأيضًا حزب الأوراق النقدية، وهو حزب ثالث سابق كان يؤيد النقد الإلزامي. شجع نجاح مرشحي تحالف المزارعين في انتخابات العام 1890، إضافة إلى النزعة المحافظة لدى كلا الحزبين، قادة التحالف على تأسيس حزب مكتمل قبل انتخابات العام 1892. وضعت مطالب أوكالا مخططًا لبرنامج عمل الحزب الشعبوي: المفاوضة الجماعية والتنظيم الفيدرالي لمعدلات السكك الحديدية وسياسة نقدية توسعية وخطة تابعة للخزينة تتطلب تأسيس مخازن تحت سيطرة فيدرالية لمساعدة المزارعين. وضمت بعض الإجراءات الأخرى التي أيدها الحزب الشعبوي نظام المعدنين وضريبة دخل تصاعدية وانتخابًا مباشرًا لأعضاء مجلس الشيوخ وأسبوع عمل أقصر وتأسيس نظام ادخار بريدي. كانت هذه الإجراءات تهدف بشكل جمعي إلى كبح نفوذ الشركات الاحتكارية والمصالح المالية وتقوية الأعمال التجارية الصغيرة والمزارعين والعمال.
في الانتخابات الرئاسية لعام 1892، فازت لائحة الشعبويين التي كانت تضم جيمس بي ويفر وجيمس جي فيلد ب 8.5% من الأصوات وكانت تمثل أربع ولايات ليصبح أول حزب ثالث منذ نهاية الحرب الأهلية الأمريكية يفوز بمجمع انتخابي. على الرغم من دعم المنظمين العماليين مثل يوجين في ديبس وتيرينس في باوديرلي، فشل الحزب بشكل عام بالفوز بأصوات العمال المدينيين في ميدويست ونورثويست. على مدى السنوات الأربع التالية، واصل الحزب ترشيح مرشحين عن الولاية ومرشحين فيدراليين، وأنشأ منظمات قوية في العديد من الولايات الغربية والجنوبية. قبل الانتخابات الرئاسية لعام 1896، بات الشعبويون منقسمين على نحو متزايد بين «الاندماجيين» الذين أرادوا لائحة رئاسية مشتركة مع الحزب الديمقراطي وبين «الوسطيين» مثل ماري إليزابيت ليس التي كانت تفضل استمرار الحزب الشعبوي كحزب ثالث مستقل. بعد ترشيح المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1896 ويليام جينينغز بريان، وهو مؤيد بارز لنظام المعدنين، رشح الحزب الشعبوي بريان، غير أنه رفض المرشح الديقراطي لمنصب نائب الرئيس لمصلحة زعيم الحزب توماس إي واتسون. في الانتخابات الرئاسية لعام 1896، حقق بريان نجاحًا كاسحًا في الجنوب والغرب إلا أنه هزم بفارق حاسم ضد الجمهوري ويليام مكينلي.
بعد الانتخابات الرئاسية لعام 1896، عانى الحزب الشعبوي من انهيار في كافة أنحاء البلاد. رشح الحزب مرشحي منصب الرئاسة في الانتخابات الرئاسية الثلاث بعد عام 1896، غير أن أيًا من مرشحيه لم يحقق نجاحًا كالنجاح الذي حققه ويفر في عام 1892. توقف نشاط الحزب الشعبوي السابق أو انضم إلى أحزاب أخرى. بعيدًا عن ديبس وبريان، لم يحتفظ سوى سياسيون قليلون لديهم ارتباطات بالحزب الشعبوي ببروز على المستوى الوطني.
يرى المؤرخون أن الحزب الشعبوي كان ردًا على قوة مصالح الشركات في العصر المذهب، إلا أنه ثمة جدالات بينهم تتعلق بدرجة أهلانية الحزب الشعبوي ومناهضته للحداثة. ما تزال مجادلات الباحثين مستمرة أيضًا حول حجم النفوذ الذي مارسه الحزب الشعبوي على الحركات والمنظمات التي ظهرت في وقت لاحق، كحركة التقدميين في الولايات المتحدة مطلع القرن العشرين. كان معظم التقدميين، مثل ثيودور روزفلت وروبيرت لا فوليت ووودرو ويلسون، يبدون عداءًا مريرًا تجاه أعضاء الحزب الشعبوي. في الخطاب السياسي الأمريكي، ارتبطت «الشعبوية» أساسًا بالحزب الشعبوي والحركات اليسارية المرتبطة به، إلا أنه منذ بداية الخمسينيات من القرن العشرين بدأ المصطلح يأخذ معنى أكثر عمومًا يصف أي حركة مناهضة للمؤسسة بصرف النظر عن مكانه على الطيف السياسي اليساري اليميني.