حكم الشركة في رودسيا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
في العام 1899 منحت الملكة فيكتوريا، عاهلة المملكة المتحدة، الامتياز الملكي لإدارة شركة جنوب إفريقيا البريطانية في البلد التي أصبحت تُعرف لاحقًا باسم رودسيا، وسيّرت الشركة قافلة الرواد نحو شمال شرق ماشونالاند في العام 1890. انطلاقًا من الحرية الممنوحة للشركة بموجب الامتياز الملكي للاستيلاء على المنطقة الواقعة شمالي ترانسفال في جنوب أفريقيا لحُكمها وتنميتها، حشدت الشركة، برئاسة سيسل رودس، قواتها المسلحة الخاصة، وبسطت سيطرتها على مساحات شاسعة من الأراضي من خلال المعاهدات، والامتيازات، وبعض العمليات العسكرية من حين لآخر، كان من أبرزها هزيمة جيش الماتابيلي في حربيّ ماتابيلي الأولى والثانية في تسعينيات القرن التاسع عشر. مع بداية القرن العشرين، كانت شركة رودس تستحوذ على بلد غير ساحلي مترامي الأطراف، يقطعه نهر زمبيزي إلى قسمين. في العام 1895، أطلقت الشركة على تلك الأرض اسم رودسيا رسميًا، واستمرت في إدارتها حتى بواكير العقد الثاني من القرن العشرين.
حكم الشركة في رودسيا | |
---|---|
الأرض والسكان | |
إحداثيات | 17°51′50″S 31°01′47″E |
الحكم | |
التأسيس والسيادة | |
التاريخ | |
تاريخ التأسيس | 1890 |
وسيط property غير متوفر. | |
تعديل مصدري - تعديل |
أُطلق على المنطقة الواقعة جنوبي نهر زمبيزي اسم رودسيا الجنوبية، في حين أصبحت الأراضي الواقعة في الشمال، رودسيا الشمالية الغربية ورودسيا الشمالية الشرقية، اللتان اتحدتا في العام 1911 لتشكّلا معًا رودسيا الشمالية. ضمت رودسيا الشمالية مملكة مستقلة تُدعى باروستيلاند، والتي أصبحت لاحقًا محمية بريطانية كغيرها من المناطق الواقعة في مجال النفوذ البريطاني. أُدير كل إقليم بشكل منفصل عن الآخر، مع وجود مسؤول على رأس كل هيئة تشريعية محلية. في رودسيا الجنوبية، التي اجتذبت معظم المهاجرين البيض وتطوّرت بوتيرة أسرع، تأسس مجلس تشريعي في العام 1898. تكوّن ذلك المجلس من توليفة ضمّت مسؤولين ونواب منتخبين رشحتهم الشركة، مع تفاوت نسبة كل منهم بمرور الوقت.
انطلاقًا من عدة عوامل، منها السعي لتحقيق حلم رودس بمدّ سكك حديد كيب-القاهرة، بُنيت خطوط السكة الحديدية وخطوط التلغراف بسرعة كبيرة عبر رودسيا المقفرة قبل ذلك الحين، وربطت جنوب إفريقيا بمحافظة كاتانغا الجنوبية في الكونغو البلجيكية بحلول العام 1910. في العام 1896، تأسست في رودسيا الجنوبية شرطة جنوب إفريقيا البريطانية المسؤولة عن تطبيق القانون. في العام 1911، اندمجت عدة أجهزة شرطة في منطقة شمال النهر لتأسيس شرطة رودسيا الشمالية. قاتل الروديسيون الشماليون والجنوبيون في صفوف البريطانيين خلال حرب البوير الثانية والحرب العالمية الأولى؛ إذ قاتلت نسبة تبلغ 40% تقريبًا من الرجال البيض في جنوب رودسيا في الحرب العالمية الأولى، وغالبًا على الجبهة الغربية في أوروبا. خدم الجنود السود في شرق إفريقيا ضمن كتيبة سكان رودسيا الأصليين.
مع ازدياد عدد الأعضاء المنتخبين في المجلس التشريعي، راحت السلطة في رودسيا الجنوبية تنتقل شيئًا فشيئًا من حكم الشركة الكامل إلى الإدارة الذاتية الفعلية نظرًا للعدد المتزايد من المستوطنين البيض. في استفتاء أُجري في العام 1922، اختار الروديسيون الجنوبيون حكومة مسؤولة ضمن الإمبراطورية البريطانية بدلًا من الاندماج في اتحاد جنوب إفريقيا. في العام 1923، ألغى وايتهول امتياز الشركة وفقًا للأصول، وفي أكتوبر من ذلك العام أصبحت رودسيا الجنوبية مستعمرة بريطانية تتمتع بالحكم الذاتي. وفي أبريل 1924، أصبحت رودسيا الشمالية محمية بريطانية تخضع للإدارة المباشرة.