دوامة قطبية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
دوامة قطبية (بالإنجليزية: Polar vortex)، وهي منخفض جوي عالي المستوى يقع بالقرب من أحد قطبي الأرض. توجد دوامتان قطبيتان بالغلاف الجوي للأرض فوق القطبين الشمالي والجنوبي. وتعتبر كل دوامة قطبية منخفضًا جويًا واسع النطاق بقطر أقل من 1000 كيلومتر، يدور في اتجاه عكس اتجاه عقارب الساعة عند القطب الشمالي، وفي اتجاه عقارب الساعة عند القطب الجنوبي، ويسمى بالإعصار في كلتا الحالتين، وبعبارة أخرى، تدور كل دوامة قطبية في اتجاه الشرق حول كل قطب. يحدث دوران هذه الدوامات بفعل تأثير كوريوليس، تمامًا مثل بقية الأعاصير الأخرى. وتوجد قاعدة كل دوامة قطبية في الجزء الوسطي والجزء العلوي من طبقة التروبوسفير وتمتد إلى طبقة الستراتوسفير. ويوجد بالأسفل تكتل كبير من الهواء القطبي الشمالي البارد الكثيف.
يُحدَّد موقع الجبهة القطبية من خلال نطاق الالتقاء بين التكتل الهوائي البارد الجاف الخاص بالقطب والتكتل الهوائي الدافئ الرطب الموجود أبعد منه ناحية الجنوب. تتمركز الجبهة القطبية عن خط عرض 60 درجة تقريبًا. تزداد قوة الدوامة القطبية خلال فصل الشتاء، وتضعف خلال الصيف؛ بسبب اعتمادها على الاختلاف في درجات الحرارة بين خط الاستواء والقطبين.[1]
تزداد قوة هاتين الدوامتين وتقل من سنة إلى أخرى. تصبح الدوامة القطبية الشمالية مُحددة جيدًا عندما تكون قوية وتتمركز لتكون دوامة واحدة تضم الهواء القطبي الشمالي بشكل مُحكم؛ وعندما تكون أضعف، وهي حالتها العامة، تتفكك إلى دوامتين أو أكثر؛ وعندما تكون ضعيفة للغاية، يصبح تدفق الهواء القطبي الشمالي غير منظم، ويمكن أن تتجه التكتلات الهوائية القطبية الشمالية الباردة في اتجاه خط الاستواء، ليصاحبها انخفاض حاد وسريع في درجات الحرارة هناك. عندما تكون الدوامة القطبية قوية، تتكون دوامة واحدة ضخمة مع تيار نفاث مُقيد بالقرب من الجبهة القطبية بصورة قوية. وعندما تضعف الدوامة القطبية الشمالية، تتفكك إلى دوامتين أو أكثر من الدوامات الصغيرة، ويوجد أقواها بالقرب من جزيرة بافن شمال كندا، وتوجد الأخرى فوق الجزء الشمالي الشرقي من سيبيريا.[2]
تعتبر الدوامة القطبية الجنوبية الخاصة بنصف الكرة الجنوبي منخفضًا جويًا منفردًا موجودًا بالقرب من حافة حاجز روس الجليدي، بالقرب من خط طول 160 غربًا. وعندما تكون هذه الدوامة القطبية قوية، تتزايد معها قوة رياح الغربيات، وهي رياح سطحية بين خطي عرض 30 درجة إلى 60 من الغرب، وتظل مستمرة. وعندما تكون الدوامة القطبية ضعيفة، يمكن أن تتجه المرتفعات الجوية الموجودة في المنطقة الوسطى من خطوط العرض باتجاه القطب، محركةً الدوامة القطبية، والتيار النفاث، والجبهة القطبية باتجاه خط الاستواء. ويظهر التيار النفاث منحنٍ ومنحرفًا ناحية الجنوب. ويندفع هذا الهواء البارد الجاف بسرعة ليتلاقى مع الهواء الدافئ الرطب الموجود في المنطقة الوسطى من خطوط العرض، ما يؤدي إلى تغير جذري سريع في الطقس يُعرف بـ«موجة البرد».[3]
تحدث ظاهرة نضوب الأوزون داخل الدوامات القطبية، تحديدًا فوق نصف الكرة الجنوبي، ويصل هذه النضوب إلى قمته خلال فصل الربيع.