دورة الكربون المحيطية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تتكون دورة الكربون المحيطية oceanic carbon cycle (أو دورة الكربون البحرية marine carbon cycle) من عمليات يجري خلالها تبادل الكربون بين أحواض مختلفة داخل المحيط، وكذلك بين الغلاف الجوي وداخل الأرض وقاع البحر. دورة الكربون هي نتيجة للعديد من القوى المتفاعلة عبر نطاقات زمنية ومكانية متعددة تقوم بتدوير الكربون حول الأرض، مما يضمن توفر الكربون بصورة عامة. تُعد دورة الكربون المحيطية عملية مركزية من دورة الكربون العامة، وتحتوي على كربون غير عضوي (كربون غير مرتبط بكائن حي، مثل ثاني أكسيد الكربون) وكربون عضوي (كربون في كائن حي أو جرى دمجه في كائن حي). يقوم جزء من دورة الكربون البحري بتحويل الكربون بين الكائنات الحية وغير الحية.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
هناك ثلاث عمليات رئيسية (أو مضخات) تُشكل دورة الكربون البحري، حيث تجلب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي (CO2) إلى داخل المحيط وتوزعه عبر المحيطات. هذه المضخات الثلاث هي: (1) مضخة الذوبان solubility pump، و(2) مضخة الكربونات carbonate pump، و(3) المضخة البيولوجية biological pump. يبلغ إجمالي تجمع الكربون النشط على سطح الأرض لفترات تقل عن 10 آلاف عام قرابة 40 ألف جيجا طن من الكربون (يستخدم الرمز Gt C والذي يعني gigatons C، حيث الجيجا طن هو مليار طن، أو وزن ما يقرب من 6 ملايين حوت أزرق)، وهناك قرابة 95٪ (~ 38 ألف جيجا طن من الكربون) مخزنة في المحيطات، في الغالب على شكل كربون غير عضوي مذاب.[1][2] ويُعد الكربون غير العضوي المذاب في دورة الكربون البحرية هو المتحكم الأساسي في تفاعلات الحمض-والقاعدة في المحيطات.
تُعد نباتات الأرض والطحالب (المنتجون الأساسيون) هي المسؤولة عن أكبر إنتاج سنوي للكربون. على الرغم من أن كمية الكربون المخزنة في الكائنات الحية البحرية (حوالي 3 جيجا طن كربون) صغيرة جدًا مقارنة بالنباتات الأرضية (حوالي 610 جيجا طن كربون)، فإن كمية الكربون المتبادلة (التدفق) من هذه المجموعات متساوية تقريبًا - حوالي 50 جيجا طن لكل منها.[1] تربط الكائنات البحرية دورات الكربون والأكسجين من خلال عمليات مثل التمثيل الضوئي.[1] ترتبط دورة الكربون البحري أيضًا بيولوجيًا بدورات النيتروجين والفوسفور بنسبة متكافئة شبه ثابتة كربون:نيتروجين:فسفور C: N: P بنسبة 106: 16: 1، تُعرف أيضًا باسم نسبة Redfield Ketchum Richards (RKR)،[3] والتي تنص على أن الكائنات الحية تميل إلى امتصاص النيتروجين والفوسفور بدمج الكربون العضوي الجديد. وبالمثل، فإن المادة العضوية المتحللة بواسطة البكتيريا تُطلق الفوسفور والنيتروجين.
استنادًا إلى منشورات وكالة ناسا، والرابطة الدولية للأرصاد الجوية، والمجلس الدولي لاستكشاف البحار، بالإضافة إلى علماء من الإدارة الوطنية للمحيطات NOAA، ومعهد وودز هول لعلوم المحيطات، ومعهد سكريبس لعلوم المحيطات، و هيئة البحوث الاسترالية CSIRO، ومختبر أوك ريدج الوطني، فإن التأثيرات البشرية على دورة الكربون البحرية كبيرة.[4][5][6][7] قبل الثورة الصناعية، كان المحيط مصدرًا صافيًا لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، بينما يأتي الآن غالبية الكربون الذي يدخل المحيط من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي.[8] أدى حرق الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت إلى تغيير توازن ثاني أكسيد الكربون بين الغلاف الجوي والمحيطات،[6] مما تسبب في تحمض المحيطات.[8][9] أدى تغير المناخ، نتيجة زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، إلى زيادة درجة حرارة المحيط والغلاف الجوي ( ظاهرة الاحتباس الحراري).[10] قد يُعزى المعدل البطيء للاحتباس الحراري الذي حدث في الفترة من 2000-2010[11] إلى الزيادة الملحوظة في المحتوى الحراري العلوي للمحيطات.[12][13]قالب:Carbon cycle