دوشيرمة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت الدوشيرمة (باللغة التركية العثمانية: دوشيرمه، باللغة التركية: devşirme؛ وتترجم عادة «ضريبة الطفل» أو «ضريبة الدم»[1]) إحدى الممارسات التي تقوم بها الإمبراطورية العثمانية، وتتمثل بتجنيدها لأطفال الرعايا المسيحيين في البلقان،[2] وتدريبهم للعمل كعساكر وموظفي ديوان. أخذ الجنود العثمانيون الأولاد المسيحيين، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 20 عامًا، من شرق وجنوب شرق أوروبا بعيدًا عن عائلاتهم ونقلوهم إلى اسطنبول.[3]
بدأت الدولة العثمانية العملَ بنظام الدوشيرمة في منتصف القرن الرابع عشر، في عهد السلطان مراد الأول، كوسيلة لمواجهة القوة المتنامية للنبلاء الأتراك. رأى العديدُ من العلماء في هذه الممارسة انتهاكًا لمعايير الشريعة الإسلامية.[4] وصف ديفيد نيكول ما تعرض له الصبيان في ظل نظام الدوشيرمة بـ «الاستعباد الكامل»، ويمثل انتهاكًا لحماية أهل الذمة المكفولة بموجب قوانين الشريعة الإسلامية.[5] يخالف، خليل إينالجك، رأي نيكول، إذ يرفض في كتاباته وصف الصبيان المأخوذين للدوشيرمة بالعبيد الذين تحولوا للإسلام دفعة واحدة.[6]
كان كل من حمل لقب «الصدر الأعظم»، في الفترة الممتدة بين منتصف القرن الخامس عشر وحتى منتصف القرن السابع عشر، مسيحي الأصل تحوّل بالإجبار إلى الديانة الإسلامية، وخضع لنظام الدوشيرمة، ودُرّب وفقًا لنظام القصر.[7] بدأت هذه الممارسة بحلول عام 1700 بالتلاشي، يُعتقد بأن إجمالي عدد الأطفال والشبان الذين جنّدوا بهذه الطريقة يقترب من 200 ألف.[8] قاوم بعض العثمانيين، الذين رغبوا بالحصول على مناصب عسكرية ومدنية، محاولةَ إعادة إحياء هذه الممارسة في عام 1703. أُلغي نظام الدوشيرمة بشكل كامل في الأيام الأولى من عهد السلطان أحمد الثالث.