شركة نيوزيلندا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
أُسّست شركة نيوزيلندا ذات الامتياز في المملكة المتحدة في النصف الأول من القرن التاسع عشر، يركّز نموذج عملها على الاستعمار المنهجي لنيوزيلندا. أُسّسَت الشركة لتنفيذ المبادئ التي ابتكرها إدوارد جيبون ويكفيلد، الذي تصوّر إنشاء جمعية إنجليزية نموذجية جديدة في نصف الكرة الجنوبي. بموجب نموذج ويكفيلد، ستجذب المستعمرة الرأسماليين الذين سيحصلون على إمدادات جاهزة من العمالة، من خلال العمال المهاجرون الذين لا يستطيعون في البداية أن يكونوا مالكي العقارات، ولكنهم يتوقّعون شراء أرض يومًا ما من مدخراتهم.[1]
أنشأت شركة نيوزيلندا مستوطنات في ويلينغتون، ونيلسون، ووانغانوي، ودنيدن، وشاركت في استيطان نيو بلايموث، وكرايستشيرش. بدأت شركة نيوزيلندا الأصلية في عام 1825، لم تحقّق نجاحًا كبيرًا حينها، ثم برزت كشركة جديدة عندما اندمجت مع جمعية نيوزيلندا ويكفيلد في عام 1837، وتلقت امتياز ملكي في عام 1840، ووصلت إلى ذروة الكفاءة حوالي عام 1841، وواجهت مشاكل مالية من عام 1843، لم تتعافى منها أبدًا، أعادت ميثاقها في عام 1850، وصفّت جميع الأعمال المتبقية بتقرير نهائي في عام 1858.
ضم أعضاء مجلس إدارة الشركة الأرستقراطيين، وأعضاء البرلمان، وناشر بارز في مجلة، استخدموا علاقاتهم السياسية للضغط دون انقطاع على الحكومة البريطانية لتحقيق أهدافهم. انغمست الشركة في العديد من عمليات شراء الأراضي المشكوك فيها من الماوريين، وفي كثير من الحالات أعادت بيع أراضٍ لا تمتلكها،[2] وشنت حملات إعلانية كبيرة ومتقنة وأحيانًا احتيالية. هاجمت بقوة أولئك الذين اعتبرتهم معارضيها - بشكل رئيسي وزارة المستعمرات البريطانية، وحكام نيوزيلندا المتعاقبين، و جمعية الكنيسة التبشيرية والمبشر البارز القس هنري ويليامز-وعارضت بشدة معاهدة وايتانغي، التي كانت عقبة أمام شركة تستولي على أكبر قدر ممكن من أراضي نيوزيلندا بأرخص الأسعار.[3] وكثيرًا ما انتقدت وزارة المستعمرات وحكام نيوزيلندا الشركة بسبب «خداعها وأكاذيبها». انتقد المبشرون في نيوزيلندا الشركة، خشية أن تؤدي أنشطتها إلى «غزو وإبادة» شعوب الماوري.
نظرت الشركة إلى نفسها على أنها شي يشبه حكومة محتملة لنيوزيلندا واقترحت بين عامي 1845 و 1846تقسيم المستعمرة إلى قسمين، على طول الخط من موكو في الغرب إلى كيب كيدنابر في الشرق، مع تخصيص الشمال للماوريين والمبشّرين، بينما سيصبح الجنوب مقاطعة ذاتية الحكم، تعرف باسم «فيكتوريا الجديدة» وتديرها الشركة لهذا الغرض. رفض وزير المستعمرات البريطاني الاقتراح.[4]
وصل 15,500 مستوطن فقط إلى نيوزيلندا كجزء من مخططات استعمار الشركة، وأصبحت ثلاثة من مستوطناتها -جنبًا إلى جنب مع أوكلاند- «المراكز الرئيسية» في الدولة لتوفّر الأساس لنظام حكومة المقاطعة الذي قُدَّم في عام 1853.[5]