قضية ترينت
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت قضية ترينت حادثًا دبلوماسيًا جرى عام 1861 خلال الحرب الأهلية الأمريكية، وقد أنذرت بحرب بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. اعتقلت بحرية الولايات المتحدة بشكل غير قانوني اثنين من الدبلوماسيين الكونفدراليين من على متن سفينة بريطانية؛ مما أدى إلى احتجاج المملكة المتحدة بشدة. أنهت الولايات المتحدة الحادث بإطلاق سراح الدبلوماسيين.
في 8 نوفمبر 1861، اعترضت السفينة يو إس إس سان جاسينتو، بقيادة النقيب تشارلز ويلكس، سفينة حزم البريد البريطانية آر إم إس ترينت وأخرجت اثنين من الدبلوماسيين الكونفدراليين من على متنها بتهمة تهريب أشخاص مشتركين بالحرب، هما جيمس موراي ميسون وجون سليدل. كان المبعوثان متجهين إلى بريطانيا وفرنسا للضغط من أجل الاعتراف الدبلوماسي بقضية الكونفدرالية والضغط من أجل الدعم المالي والعسكري قدر المستطاع.
احتفل الجمهور في الولايات المتحدة كرد فعل للقبض على الدبلوماسيين واحتشد ضد بريطانيا وهدد بالحرب. عُقد الأمل في الولايات الكونفدرالية على أن يؤدي هذا الحادث إلى تمزق دائم في العلاقات الإنكليزية الأمريكية وربما إلى حرب أو اعتراف دبلوماسي على الأقل من قِبل بريطانيا. أدرك الكونفدراليون أن استقلالهم من المحتمل أن يعتمد على تدخل بريطانيا وفرنسا. في بريطانيا، رفض الجمهور هذا الانتهاك لحقوق النئي بالنفس والإهانة لشرفهم الوطني. طالبت الحكومة البريطانية بالاعتذار والإفراج عن السجناء واتخذت خطوات لتعزيز قواتها العسكرية في كندا والمحيط الأطلسي.
لم يرغب الرئيس أبراهام لينكولن وكبار مستشاريه بالمجازفة بالحرب مع بريطانيا بسبب هذه القضية. بعد عدة أسابيع من التوتر، حُلت الأزمة عندما أطلقت إدارة لينكولن المبعوثين، ونكرت تصرفات الكابتن ويلكس، ولو أن هذا الفعل جاء دون اعتذار رسمي. استأنف ميسون وسليدل رحلتهما إلى بريطانيا، لكنهما فشلا في تحقيق هدفهما المتمثل في الحصول على الاعتراف الدبلوماسي.