معتقدات شعبية ألبانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تضم المعتقدات الشعبية الألبانية (بالألبانية: besimet popullore shqiptare) كل المعتقدات التي يعبَر عنها في تقاليد الشعب الألباني وطقوسه وخرافاته وأساطيره وحكاياته. تعود عناصر الميثولوجيا الألبانية إلى أصول بلقانية قديمة، وجميعها تقريبًا وثنية. وقد تطور الفلكلور الألباني عبر القرون ضمن مجتمع ذي ثقافة قبلية شبه معزول[3]. انتقلت الحكايات الشعبية الألبانية بالتواتر الشفهي عبر الأجيال،[4] وما تزال حية إلى حد كبير في المناطق الجبلية ضمن ألبانيا وكوسوفو وغرب مقدونيا، وبين أوساط الأربيريشي في إيطاليا والأرفانيت في اليونان.[5][6]
في الميثولوجيا الألبانية، تُعزى الظواهر الفيزيائية والعناصر والأجسام المادية إلى كائنات فوق طبيعية. ولا تكون الآلهة من البشر عمومًا، بل تجليات تجسيدية للطبيعة، وتتصف بالأرواحية. في المعتقدات الشعبية الألبانية، تشكل الأرضُ الموضوعَ الرئيسي لعبادة طائفة خاصة، وتلعب النار دورًا هامًا، إذ تُعتبر عنصرًا حيًا إلهيًا مقدسًا يُستخدم في الطقوس الشعائرية وتقديم القرابين والتطهير. ترتبط عبادة النار بطائفة الشمس وطائفة الموقد وطائفة الخصوبة في الزراعة وتربية الحيوانات. وتمثل الـ«بيجا» ممارسةً شائعة في الثقافة الألبانية، وهي عبارة عن القسَم بالشمس والقمر والسماء والأرض والحجر والجبل والماء والأفعى، إذ تُعتبر جميعها عناصر مقدسة.[7][8][9] وتظهر طائفتا الشمس والقمر أيضًا في أساطير الألبان وفنونهم الشعبية.[10][11]
تنتظم الأساطير والخرافات الألبانية حول موضوع ديكوتومية الخير والشر، وأشهر ما يمثل ذلك هو المعركة الأسطورية بين الإله درانغ والشيطان بولا (أو كولشيدرا)، والتي هي عبارة عن عودة مجازية دورية في عالم الموت المائية والأرضية، تحقق التجدد الكوني لتناسخ الأرواح، في حين ترسي اضطراباتُ القدر -المتمثلة في الآلهة أورا أو فاتيا- نظامَ الكون وتفرض قوانينه.[12][13][14]
والتحول فكرة رئيسية شديدة الشيوع ضمن القَصص الألباني الشعبي: إذ يتحول الرجال إلى غزلان وذئاب وبوم، في حين تتحول النساء إلى قواقم وطيور وقواقية وسلاحف. ومن بين الشُعب الرئيسية للشعر الشعبي الألباني، يبرز الـ«كانيه كريشنيكش» (بالألبانية: Kângë Kreshnikësh، أي: أغنيات الأبطال)، وهو الدورة التقليدية للأغاني الملحمية الألبانية المبنية على عبادة البطل الأسطوري.[15]