موجة مارقة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الموجة المارقة (بالإنجليزية: Rogue wave) أو أيضا الموجة المتطرفة هي موجة غير طبيعية، كبيرة نسبيا وغير متوقعة، تظهر فجأة على شكل موجة سطحية يمكن أن تكون خطيرة للغاية، حتى على السفن الكبيرة مثل عابرات المحيط.[1]
الخطر الكبير الذي تمثله هذه الموجات راجع لعدة أسباب، لعل أبرزها هو كونها نادرة، ولا يمكن التنبؤ بها، على اعتبار أنها تظهر فجأة دون سابق إنذار ويمكنها التأثير بقوة هائلة.
في ظروف عادية يكون لموجة يبلغ طولها 12 مترا (39 قدما) في النموذج «الخطي» المعتاد، ضغط متقطع قدره 6 أطنان مترية للمتر المربع الواحد (8.5 رطل لكل بوصة مربعة). على الرغم من أن السفن الحديثة مصممة بطريقة تمكنها من مجارات موجة كسر يبلغ ضغطها 12 طن للمتر المربع (21 رطل لكل بوصة مربعة)، فإن الموجة المارقة يمكن أن تجعل من هذين الرقمين مجرد أقزام، حيث يمكنها الضرب فجأة بضغط كسر قدره 100 طن للمتر المربع (140 رطل لكل بوصة مربعة).[2]
بشكل أدق تعرف الموجات المارقة في علم المحيطات، على أنها موجات يكون ارتفاعها أكثر من ضعف ارتفاع الموجة الكبيرة، الذي يعرف في حد ذاته كمتوسط للثلث الأكبر من الموجات المسجلة. لذلك، فالموجات المارقة ليست الضرورة أكبر موجات وجدت على الماء؛ بدلا من ذلك، هي موجات كبيرة بشكل غير عادي نتيجة لحالة البحر معينة. يبدو أن الموجات المارقة لا يكون لها سبب واحد واضح، لكنها في نفس الوقت تحدث بتدخل عدد من العوامل المادية على غرار الرياح العاتية والتيارات القوية التي تسبب في موجات تندمج فيما بينها لخلق موجة كبيرة استثنائية واحدة.[1]
يمكن أن تحدث الموجات مارقة أيضا في وسائط أخرى غير المياه. حيث يبدو أنها في كل مكان في الطبيعة، تم الإبلاغ عنها على سبيل المثال في الهيليوم السائل وفي البصريات غير الخطية وفي تجويف الميكروويف. في هذا المجال تركز البحوث التي أجريت مؤخرا على الموجات الضوئية المارقة التي تسهل دراسة هذه الظاهرة في المختبر.
خلصت بحث أجري في سنة 2015 على سلوك الموجات حول موجة المارقة، بما فيها موجة بصرية وموجة دراوبنر، إلى أن «الأحداث المارقة لا تظهر بالضرورة دون تحذير، بل تسبقها غالبا مرحلة قصيرة من النظام النسبي».[3]