نبوءة هتلر
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تنبأ أدولف هتلر خلال خطابه في الرايخستاغ في 30 يناير عام 1939 «بإبادة العرق اليهودي في أوروبا»:
تتشابه هذه الكلمات مع التعليقات التي أدلى بها هتلر سابقًا أمام السياسيين الأجانب في اجتماعات خاصة بعد مذبحة ليلة البلور المدبرة في نوفمبر عام 1938. جاء هذا الخطاب في سياق المحاولات النازية لزيادة مستويات الهجرة اليهودية من ألمانيا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر عام 1939.
كثرت الإشارات إلى نبوءة هتلر من قبل القادة النازيين والدعاية النازية منذ 30 يناير عام 1941، وذلك عندما ذكرها هتلر مرة أخرى في خطاب له. اكتسبت النبوءة معنىً جديدًا عند غزو الاتحاد السوفيتي في يونيو عام 1941 وإعلان ألمانيا للحرب على الولايات المتحدة في ديسمبر، إذ سهل كلا الأمرين عمليات القتل الجماعي المنظم لليهود وسرع من وتيرته. تحدث الخبير الدعائي النازي يوزف غوبلز في أواخر عام 1941 عن تحقق النبوءة، مبررًا الترحيل الجماعي لليهود من ألمانيا. أشار هتلر إلى هذه النبوءة في خطاب آخر في 30 سبتمبر عام 1942، وهو الخطاب الذي نُشر في عدد شهر نوفمبر من مجلة «باروليه دي فوخيه» تحت عنوان «سوف يتوقفون عن الضحك!!!». استمر هتلر في الإشارة إلى هذه النبوءة خلال فترة اندلاع الحرب ضد ألمانيا، فضلًا عن ذكره لها في وصيته الأخيرة. استخدم القادة النازيون هذه النبوءة مرارًا وتكرارًا عند تلميحهم للقتل المنظم لليهود، لتصبح لازمةً في خطة الحل الأخير وإحدى أكثر عبارات هتلر شهرةً.
ناقشت المدرستان الوظائفية والقصدية الأهمية التاريخية لهذه النبوءة، إذ يعتبرها القصديون دليلًا على خطة هتلر الارتكازية -التي سبق وطورها- لقتل يهود أوروبا بشكل ممنهج، بينما يعتقد الوظائفيون أنه لم يقصد -في البداية على الأقل- القتل الجماعي بكلمة «إبادة». يستشهد المؤرخون بهذه النبوءة باعتبارها مثالًا على الإيمان النازي بوجود مؤامرة يهودية دولية تسببت باندلاع الحرب. تتسم هذه النبوءة بغموضها، فهي لا تشرح كيف ستحدث «الإبادة»، لكن لم يكن ذلك رادعًا للاستشهاد بها باعتبارها دليلًا على معرفة الألمان بإبادة اليهود مسبقًا.