المؤتمر السوري العام
تجمع سياسي أقيم في دمشق بمشاركة ممثلين عن كافة مناطق سورية العثمانية من أواخر حزيران 1919 إلى أواخر تموز 1920 / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تشكل المؤتمر السوري ويعرف أيضاً باسم «المؤتمر السوري الكبير» في حزيران/يونيو 1919 في دمشق تحضيراً للجنة كينغ - كراين لتقصي الحقائق بشأن مستقبل سوريا بعد زوال الدولة العثمانية (وكانت سوريا حيثما ذكرت تعني بلاد الشام أو سوريا الطبيعية). كان أغلب أعضائه من نواب البلاد السابقين في مجلس المبعوثان (مجلس النواب) العثماني، وبلغ عددهم تسعين عضواً من كافة أنحاء سوريا الحالية ولبنان والأردن وفلسطين. مثل هذا المؤتمر أول برلمانٍ سوري، وفي اجتماعه يومَ الأحدِ (16 جمادى الآخرة 1338هـ/7 آذار/مارس 1920) أعلن هذا المؤتمر أبرز مقرراته وهو استقلال سورية باسم المملكة السورية العربية بحدودها الطبيعية (بما يشمل لبنان، وفلسطين، والأردن، ولواء اسكندرون، والأقاليم السورية الشمالية التي منحت لتركيا من قبل الفرنسيين في اتفاقية أنقرة (1921)، واعترفت بها معاهدة لوزان (1923) بين تركيا والحلفاء)، ومناداتها بالأمير فيصل بن الحسين ملكاً عليها. تلا محمد عزة دروزة سكرتير المؤتمر مندوب نابلس القرار على الجماهير الحاشدة في ساحة المرجة من شرفة مبنى بلدية دمشق (الواقع غربي ساحة المرجة بينها وبين مبنى السرايا الحكومية) يوم الاثنين 8 مارس/آذار 1920.[1] دعا المؤتمر خلال جلساته إلى الوحدة العربية وخصوصاً بين سوريا (بحدودها الطبيعية) والعراق.[2]
المؤتمر السوري العام | |
---|---|
البلد | المملكة العربية السورية |
تعديل مصدري - تعديل |
أظهر المشاركون التأييد الساحق لمطالب الأمير فيصل بن الحسين في مؤتمر السلام في باريس بدولةٍ عربيةٍ موحدة جنوب خط اسكندرونة-دياربكر، وأقر المؤتمر أن «ليس ثمة انفصال للجزء الجنوبي من سورية والمعروف باسم فلسطين، ولا للمنطقة الساحلية الغربية والتي تشمل لبنان عن البلاد السورية» واستجابةً لذلك أوصت لجنة كينغ - كراين بأنه «ينبغي الحفاظ على وحدة سوريا».
يعتبر المؤتمر السوري العام أول برلمانٍ وطني في تاريخ سوريا، تمثلت فيه كل التيارات السياسية والطوائف، وكان فيه نائبٌ عن اليهود، ولكي يضع بريطانيا وفرنسا أمام الأمر الواقع صوّت على قانون إعلان استقلال سوريا الطبيعية باسم المملكة السورية العربية في 8 آذار/مارس 1920 وتحول بذلك إلى مجلسٍ تأسيسي وشكل لجنة لوضع أول دستورٍ للبلاد، وقد ترأسه محمد فوزي العظم (والد خالد العظم السياسي المعروف ورئيس الوزارة) حتى وفاته في تشرين الأول/أكتوبر 1919، وخلفه هاشم الأتاسي (ت. 1960) -السياسي السوري المخضرم ورئيس الجمهورية السورية فيما بعد- من تشرين الأول/أكتوبر 1919 إلى 3 مايو/أيار 1920 عندما ترك المنصب ليشكل الوزارة، وخلفه محمد رشيد رضا (ت. 1935) مؤسس مجلة المنار في القاهرة بوصفه شخصية معروفة من قرية القلمون قضاء طرابلس الشام.[3] وكان مرعي باشا الملاح ويوسف الحكيم نائبي الرئيس.