اليونانيون الأتراك (بالتركيّة: Türkiye'deki Rumlar؛ باليونانية: Έλληνες στην Τουρκία) هم المجتمع اليوناني القاطن في حدود الجمهورية التركية والذي يعود تاريخ تواجده إلى العصور القديمة. يعيش أغلب المجتمع اليوناني الذي يتشكل أغلبيته المطلقة من المسيحيين الأرثوذكس الشرقيين وأغلبهم ينطق باللغة اليونانية كلغة أم، ويعيش معظمهم حاليًا في مدينة إسطنبول، وكذلك في جزيرتين على المدخل الغربي لمضيق الدردنيل إمبروس وتينيدوس.
معلومات سريعة الشتات, التعداد ...
إغلاق
يتوزّع اليونانيين بغالبيتهم في إسطنبول، مع وجود عدد قليل في أزمير، على ساحل بحر إيجه، وأنقرة وطرابزون. وفي إسطنبول يقطن معظم اليونانيين في منطقـة «غلطة» المطلة على «الخليج»، وفي «باي اوغلو» المحاذيـة لها وفي جزر الأمراء، وبورغاز وبويوك أضه وهيبلي السياحية الأرستقراطية، فضلاً عن وجود بضعة آلاف في جزر تركيا مقابل الجزر اليونانية، مثل تشاناق قاله وغوكجيه أضة وبوزجا أضة. وما زال اليونانيون يقومون بدور مهم في الحركة التجارية في إسطنبول رغم تضاؤل أعدادهم في السنوات الأخيرة، وعلى وطأة ضريبة الثروات لم تحل دون دور مركزي لليونانيين الأتراك في الاقتصاد التركي.[6] فقد كانت لهم اليد الطولى منذ الأربعينات، في صناعات القماش والكاوتشوك والجوارب والحرير والمظلات والجزمات والدباغة. وكان اليونانيين الأرثوذكس رواداً لصناعة السيارات والكيميائيات والصيدلة وفي قطاع الإعلان وفي الألبسة الجاهزة. وما زال هذا الدور مستمراً حتى الآن.[7][8] يذكر أن اليونانيين سيطروا على 45% من رأس المال في الدولة العثمانية قبل 1914.[9] وينتمي اليونانيون الأتراك مذهبياً إلى الكنيسة الأرثوذكسية التي مقرها الرئيسي في العالم كله في حي الفنار في إسطنبول، مع وجود أقلية صغيرة جداً تنتمي للكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية.
المجتمع اليوناني الحالي هم بقايا اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركية 1923 والتي تتضمن تقريباً نقل مليوني شخص مليون ونصف منهم مسيحيين كانوا يعيشون في تركيا ونصف مليون مسلم كانوا يعيشون في اليونان، أغلبهم هُجّر بالقوّة وبشكل قانوني من أوطانهم. يذكر أن تبادل السكان اثر بشكل سلبي على الطبقة البرجوازية في تركيا، حيث شكل المسيحيين نسبة هامة من الطبقة البرجوازية.[10] إستثنت الإتفاقية يونانيين مدينة إسطنبول. قد كانوا يبلغون قرابة 150,000 نسمة في سنة 1924.[11] كذلك هناك حوالي 60,000 يوناني إسطنبولي يسكن اليونان حاليًا، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون بجنسيتهم التركية. وقد تضائل عدد اليونانيين في إسطنبول بعد نشوء الجمهورية التركيّة على أثر أحداث مثل اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركية 1923، وضريبة الثروة التركية سنة 1942 والتي استهدفت بشكل خاص المسيحيين واليهود[12] وبوغروم إسطنبول سنة 1955.