تاريخ العلوم الاجتماعية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يتأصل تاريخ العلوم الاجتماعية في التراث العام للفلسفة الغربية، ويشارك فيه العديد من المفكرين القدماء، لكنه بدأ بشكل أكثر تحديدًا في أوائل القرن التاسع عشر، مع ظهور الفلسفة الوضعية للعلم. منذ منتصف القرن العشرين، أصبح مصطلح «العلوم الاجتماعية» يشير إلى معنى أكثر عمومية، لا إلى السوسيولوجيا فقط، بل إلى كل تلك المجالات التي تُحلل المجتمع والثقافة؛ من الأنثروبولوجيا إلى اللسانيات ودراسات الإعلام.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
تُعد الفكرة القائلة إن المجتمع يمكن دراسته بطريقة قياسية وموضوعية، مع قواعد ومنهجية علمية، فكرة حديثة نسبيًا. يُعد التحليل العلمي للإنسان أمرًا خاصًا بالانقطاع الفكري من عصر التنوير إلى خطابات الحداثة، على الرغم من أن هناك دليل على وجود مبكر لعلم الاجتماع في العصور الوسطى الإسلامية، وعلى الرغم من أن فلاسفة مثل كونفوشيوس قد وضعوا نظريات منذ فترة بعيدة حول موضوعات مثل الأدوار الاجتماعية. خرجت العلوم الاجتماعية من الفلسفة الأخلاقية لعصرها، وتأثرت بعصر الثورات مثل الثورة الصناعية والثورة الفرنسية. ظهرت بدايات العلوم الاجتماعية في القرن الثامن عشر في الموسوعة الكبرى لديدرو، مع مقالات روسو وغيره من الرواد.[1]
واجهت فلسفة عصر التنوير في حلول بداية القرن العشرين تحديًا في مختلف الأوساط. استخدمت مجالات متعددة مثل دراسات الرياضيات لصالح الدراسات التجريبية، ومعادلات التحقق بغرض بناء هيكل نظري، وذلك بعد استخدام النظريات الكلاسيكية منذ نهاية الثورة العلمية. أصبح تطور التخصصات الفرعية للعلوم الاجتماعية كميًا للغاية في جانبه المنهجي. على عكس ذلك، جعلت طبيعة التخصصات المتعددة والبينية للبحث العلمي في السلوك البشري، والعوامل الاجتماعية والبيئية المؤثرة عليه، العديدَ من العلوم الطبيعية تهتم ببعض الجوانب المنهجية للعلوم الاجتماعية. تشتمل أمثلة عدم وضوح الحدود بين التخصصات على تلك التخصصات الناشئة، مثل الدراسات الاجتماعية للطب، والبيولوجيا الاجتماعية، وعلم النفس العصبي، والاقتصاديات الحيوية، وسوسيولوجيا العلم وتاريخه. أصبح التكامل بين المناهج النوعية والكمية أمرًا متزايدًا في دراسة السلوك البشري وتأثيراته وتوابعه، وأصبح علم الإحصاء في النصف الأول من القرن العشرين تخصصًا قائمًا بذاته ضمن الرياضيات التطبيقية، واستُخدمت المناهج الإحصائية بثقة.[2]
يتواصل السعي الضئيل في الفترة المعاصرة إلى إيجاد توافق حول منهجية ما، بإمكانها الربط بقوة ودقة بين «النظرية الكبرى» المقترحة والعديد من النظريات متوسطة المدى، والتي تستمر، نظرًا إلى نجاحها الكبير، بتوفير أُطر عمل صالحة للاستعمال بغرض بنوك البيانات المتنامية والهائلة. انظر توافق الأدلة.