تجديدية العماد
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تجديد العماد[1] أو تجديدية العماد أو الأنابابتست هي حركة مسيحية متأثرة بأصولها تسعى إلى الإصلاح الجذري. يُنظر إلى هذه الحركة عمومًا على أنها فرع من البروتستانتية، رغم اعتراض بعض مُجددي العماد على هذا الرأي.
يعيش حوالي 4 ملايين من أتباع تجديدية العماد في العالم اليوم مبعثرين في جميع القارات المأهولة. بالإضافة إلى عدد من فِرق مُجددي العماد الصغيرة، تشمل أكثر هذه الفرق عددًا: المينوناتية البالغ عددهم 2.2 مليون، أخوة شوارزناو -الأخوة المعمدانيين الألمان- 1.5 مليون، الأميش البالغ عددهم 300,000، الهوتريتيون البالغ عددهم 50,000.
وُجدت فوارق ثقافية كبيرة في القرن الـ 21 بين مجدِّدي العماد جميعًا، إذ لا يختلفون كثيرًا عن البروتستانت الإنجيليين أو التقليديين، أو الفرق التقليدية مثل الأميش، مستعمرات المينوناتية القديمة، الحركة المينوناتية القديمة، الهوتريتيين، والإخوة المعمدانيين الألمان القدماء.
عبّر مجدِّدو العماد الأوائل عن إيمانهم بإقرار شلايتهايم عام 1527. آمن مجدِّدو العماد بأن المعمودية صالحة عندما يعترف المرشحون بإيمانهم بالمسيح ويرغبون في التعميد فقط. إذ تعارض معمودية المؤمن تعميد الأطفال غير القادرين على اتخاذ قرار واعٍ بالرغبة في التعميد. يتَّبع مجدِّدو العماد الخطى التقليدية لمجدِّدي العماد الأوائل في القرن السادس عشر. تمارس مجموعات مسيحية أخرى ذات جذور مختلفة معمودية المؤمنين أيضًا، مثل: الكنيسة المعمدانية الإنجيلية، ولكن لا يُنظَر إلى هذه الفرق كمجدِّدي العماد. فالأميش والهوتريتيون والمينوناتية هم المنحدرون مباشرةً من حركة مجدِّدي العماد المبكرة. يعتبر كل من أخوة شوارزناو، مجتمعات برودرهوف، والكنيسة الرسولية المسيحية، من آخر المطورين لتجديدية العماد.
يعبِّر لقب مجدد العماد عمَّن «يُعمِّد مرة أخرى». أطلق مضطهدوهم عليهم هذا اللقب، مشيرين إلى عادة تعميد الناس عندما يهتدون أو يعلنون إيمانهم بالمسيح، حتى لو كانوا عُمِّدوا كأطفال. اشترط مجدِّدو العمادية أن يتمكن المرشحون للمعمودية من الاعتراف بالإيمان الذي يختارون بحرية ويرفض بالتالي معمودية الأطفال. لم يقبل الأعضاء الأوائل في هذه الحركة اسم مجدِّد العماد، مُدَّعين أن تعميد الأطفال لم يكن جزءًا من الأسفار المقدسة، لذلك فهي باطلة ولاغية. ويقولون إن تعميد المؤمنين الذين يعترفون بأنفسهم كان أول معمودية حقيقية لهم:
«لم أُعلّم تجديدية العماد قط… لكن معمودية المسيح اليمنى، والتي يسبقها تعليم واعتراف شفهي بالإيمان، أُعلّمها، وأقول إن تعميد الأطفال يعتبر سرقة لمعمودية المسيح اليمنى».
بالتازار هوبماير -عالم باللاهوت- (1526) اعتذار قصير
عانى مجدِّدو العماد اضطهادًا شديدًا طويل الأمد بدءًا من القرن السادس عشر على يد أتباع الإصلاح البروتستانتي والرومان الكاثوليك، والسبب الرئيسي في ذلك هو اختلاف تفسيرهم للأسفار المقدسة مع التفسيرات الرسمية لكنيسة الدولة ومع الحكومة. لم تدعم أي دولة عملية التجديد للديانة الرسمية لها، وبالتالي لم تتمتع قط بأي امتيازات. تمسّك معظم مجدِّدي المعمودية بالتفسير الحرفي للموعظة على الجبل الذي منع تأدية اليمين، ما حال دون المشاركة في العمليات العسكرية أو الحكم المدني. آمنت بعض الجماعات التي كانت تعيد التعميد من جديد -والتي انقرضت الآن- بغير ذلك وامتثلت لمتطلبات المجتمع المدني هذه. لذلك كانوا من مجدِّدي المعمودية من الناحية التقنية، رغم أن الأميش والهوتريتيون والمينوناتية وبعض المؤرخين المحافظين لا يعتبرونهم من مجددي المعمودية الحقيقية. وكتب كونراد غريبل في رسالة إلى توماس مونتسر في عام 1524:
«يعتبر المؤمنون المسيحيون الحقيقيون غنم بين الذئاب، غنم للذبح، لا يستخدمون السيف الدنيوي ولا الحرب، إذ انتهت كل جرائم القتل بقتلهم».