حرب دينية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الحرب الدينية أو الحرب المقدسة (باللاتينية: bellum sacrum والتي تعني الحرب المقدسة) هي حرب مسببة أو مبررة من أساسها بسبب الاختلافات الدينية. في الفترة الحديثة، كثرت النقاشات حول مدى غلبة الجوانب الدينية أو الاقتصادية أو الإثنية في أي صراع ضمن حرب معينة.[1] وفقًا لموسوعة الحروب، من بين جميع الصراعات التاريخية المسجلة البالغ عددها 1763 صراعًا، كانت الاختلافات الدينية مسببة بشكل رئيسي فقط في 123، أو 6.98٪ منها.[2][3] يعرض الكاتب ماثيو وايت في كتابه «الكتاب الكبير العظيم للأشياء المروعة» الدين باعتباره سببًا رئيسيًا في 11 من أكثر الأعمال الوحشية الدموية حول العالم. توجد العناصر الدينية بشكل علني في العديد من النزاعات، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والحرب الأهلية السورية، والحروب في أفغانستان والعراق، ولكنها توصف بشكل مختلف، مثل اعتبار أنها صراعات أصولية أو تطرف ديني، اعتمادًا على تعاطف الراصد. ومع ذلك، غالبًا ما تخلص الدراسات حول هذه الحالات إلى أن العداوات العرقية تسبب الكثير من النزاعات.[4]
يجادل بعض المؤرخين بأن ما يسمى «الحروب الدينية» هو «انقسام غربي» إلى حد كبير، واختراع حديث من القرون القليلة الماضية، بحجة أن جميع الحروب المصنفة على أنها «دينية» لها تداعيات علمانية (اقتصادية أو سياسية).[5] جرى التعبير عن آراء مماثلة في وقت مبكر من ستينيات القرن التاسع عشر خلال حرب السنوات السبع والتي اعتُرف بها على نطاق واسع بأنها ذات هدف «ديني»، إذ أشارت تلك الآراء إلى أن الفصائل المتحاربة لم تتوزع بالضرورة على أسس طائفية بقدر ما كانت تتفق مع المصالح العلمانية.[6]
وفقًا لجيفري بيرتون راسل، دُفعت العديد من حالات الأعمال الدينية المفترضة للحروب الدينية، مثل حرب الثلاثين عامًا، وحروب الدين الفرنسية، والحرب الأهلية السريلانكية، وأحداث 11 سبتمبر والهجمات الإرهابية الأخرى، والحرب البوسنية، والحرب المدنية الرواندية في المقام الأول بالقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فضلًا عن الدين.[7] على سبيل المثال، في حرب الثلاثين عامًا، هيمنت فرنسا (ذات الغالبية الكاثوليكية) وسيطرت على الجانب «البروتستانتي» لمعظم جوانب النزاع بقيادة الكاردينال ريشيليو.