موسيقى إلكترونية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الموسيقى الإلكترونية هي الموسيقى التي توظّف الآلات الموسيقية الإلكترونية، والآلات الرقمية، وتقنيات الدارات الإلكترونية الموسيقية. بشكل عام، يمكن التمييز بين الصوت الناتج عن استخدام الوسائل الكهروميكانيكيّة (الموسيقى الكهروصوتيّة)، وذلك الناتج عن استخدام الأدوات الإلكترونية وحدها.[2] تشمل الأدوات الكهروميكانيكيّة عناصر آلِيّة، مثل الأوتار والمطارق وما إلى ذلك، وعناصر كهربائية مثل اللواقط المغنطيسية ومضخّمات القدرة ومكبّرات الصَّوت. يُعتبر كل من أرغن التلهارمونيوم الكهربائيّ وأورغن هاموند والغيتار الكهربائيّ مثالًا عن الآلات التي ينتجها الصوت الكهروميكانيكيّ، إذ تُعد خصيصًا ليسمعها العازفون والجماهير عبر مُضَخِّم آليّ ووحدة المِجهار الحاويّة. ليس للآلات الإلكترونيّة الصرفة أوتارًا تهتز أو مطارق أو أي آليَّات أخرى لإصدار الصوت. تستطيع بعض الأجهزة مثل الثيرمين والسنثسيزر (مُركِّبُ الصوت المُصطنَع) والحاسوب إنتاج أصوات إلكترونيّة.[3]
النشأة والظهور | |
---|---|
أصول الأسلوب |
طُورت الأجهزة الإلكترونية الأولى لأداء الموسيقى في نهاية القرن التاسع عشر، واكتشف المستقبليون الإيطاليون بعد ذلك بمدة قصيرة أصواتًا لم تُعتبر موسيقيةً. خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، قُدمت الآلات الإلكترونية وصُنعت المؤلفات الأولى الخاصة بها. وبحلول الأربعينيات، سمح ظهور الشريط الصوتي المغناطيسي للموسيقيين بتسجيل الأصوات ومن ثم تعديلها عبر تغيير سرعة الشريط أو اتجاهه، ما أدى إلى تطوير موسيقى التيب الكهروصوتيّة في أربعينيات القرن العشرين في كل من مصر وفرنسا. اعتمدت الموسيقى الملموسة، التي نشأت في باريس في عام 1948، على تعديل الأجزاء المسجلة للصوتين الطبيعي والصناعي معًا. أُنتجت الموسيقى المصنوعة من المولدات الإلكترونية لأول مرة في ألمانيا في عام 1953. نشأت الموسيقى الإلكترونية أيضًا في اليابان والولايات المتحدة في أوائل الخمسينيات. وقد شكل ظهور أجهزة الكومبيوتر في تأليف الموسيقى تطورًا مهمًا في خمسينيات القرن العشرين (على الرغم من ظهور التراكيب الخوارزمية في حد ذاتها في وقت أبكر بكثير، على سبيل المثال، لعبة النرد الموسيقية لموزارت).
في الستينيات، كانت الإلكترونيات المستخدمة في العروض الحية رائدةً في كل من أوروبا وأمريكا، وبدأت الآلات الموسيقيّة الإلكترونيّة اليابانيّة في التأثير على صناعة الموسيقى، بالإضافة إلى ظهور موسيقى الداب الجامايكيّة كشكل من أشكال الموسيقى الإلكترونيّة الشعبيّة. وفي أوائل السبعينيات، ساعد جهاز سنثسيزر الميني مُوغ وحيد الصَّوت إلى جانب الآلات الطبليّة اليابانية (آلة إلكترونيّة تأتي بأصوات كأصوات الطبل) في زيادة شعبية الموسيقى الإلكترونيّة المُركَّبة.
خلال السبعينيات، بدأت الموسيقى الإلكترونيّة تحظى بتأثيرٍ هام على الموسيقى الشائعة، مع تبنيها للسنثسيزرات مُتعدِّدة الأَنغام، والطُّبول الإلكترونيّة، والآلات الطبليّة، وآلات الأقراص الدوَّارة، من خلال ظهور أنواع موسيقية عديدة مثل الديسكو، والكراوتروك، والنيو وويف، والسينثبوب، والهيب هوب، والموسيقى الإلكترونيّة الراقصة. في الثمانينات، ازدادت هيمنة الموسيقى الإلكترونيّة على الموسيقى الشائعة، مع اعتماد أكبر على السنثسيزرات، واعتماد الآلات الطبليّة القابلة للبرمجة مثل رولاند تي آر-808 إلى جانب سثسيزرات البيس مثل تي بي-303. وفي أوائل الثمانينات، انتشرت تقنيات السنثسيزر الرقميّة بما في ذلك السنثسيزات الرقميّة مثل ياماها دي إكس 7، بالإضافة إلى تطوير الموسيقين وتجار الموسيقى للواجهة الرقمية للآلات الموسيقية (ميدي).
بحلول التسعينيات، غدت الموسيقى المُنتجة إلكترونيًا سائدةً، بسبب توفر تقنيات الموسيقى بأسعار معقولة.[4] تشمل الموسيقى الإلكترونية المعاصرة أنواعًا ونطاقات عديدة، إذ تتراوح من الموسيقى الفنية التجريبيّة إلى الأشكال الشعبية مثل الموسيقى الإلكترونيّة الراقصة. وفي يومنا هذا، يمكن التعرف على موسيقى البوب الإلكترونية من خلال شكلها 4/4 وارتباطها مع الثقافة السائدة بشكل معاكس للأشكال السابقة المحدودة في السوق المتخصص.[5]