تاريخ إسبانيا العسكري
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
بدأ تاريخ إسبانيا العسكري منذ دخول القرطاجيين ثم الفينيقيين وحتى الحرب الأفغانية الحالية في فترة امتدت أكثر من 2200 سنة، ويحتوي على تاريخ المعارك التي اندلعت في أرض إسبانيا الحديثة وكذلك مستعمراتها السابقة والحالية وكذلك التاريخ العسكري للشعب الإسباني بغض النظر عن الجغرافيا.
المنطقة |
---|
أحد جوانب | |
---|---|
فرع من |
ظهر تاريخ إسبانيا العسكري قديما بسبب موقعها على الطرف الغربي من البحر المتوسط، فأصبح قاعدة لشن الهجمات بين الرومان وقرطاجنة. ومع سقوط الإمبراطورية الرومانية تعرضت اسبانيا لغزوات بربرية مدمرة. ولم يظهر الإستقرار إلا بالتدريج في السنوات التالية في حكم القوط الغربيين. شكلت العصور الوسطى المبكرة لإسبانيا خطوط مواجهة وحروب بين المسيحيين والقوة الإسلامية الصاعدة في البحر المتوسط؛ فبدأت بفتح الأندلس ثم حروب الاسترداد التي استغرقت قرون حتى خروج المسلمين منها. وتمثل القرنين 16 و17 أوج القوة الأسبانية، أو ما يسمى العصر الذهبي الإسباني. بحيث أضحت إسبانيا إمبراطورية واسعة باستعمارها على دول مركزية في الأمريكتين وكذلك استعمار الفلبين. وتمكنت من إنشاء فرق الأثلاث الاسبانية [الإنجليزية] التي تسيدت على ساحات القتال الأوروبية، فنالت سمعة بأنها لاتقهر واستمرت تلك السمعة حتى منتصف القرن 17. وهيمنت على أوروبا بدعم من ذهب وفضة المستعمرات، إلى نهاية حرب الثلاثين عاما حيث بدأت قوتها وهيمنتها تضعف. وإن ظلت بحريتها قوة عسكرية لايستهان بها في القرن 18 حيث نافستها في الساحة العالمية بريطانيا وفرنسا.
غيرت الحروب النابليونية من تاريخ إسبانيا العسكري بعد احتلالهم الدولة. حيث طور مقاتلو حرب الاستقلال الإسبانية من مفاهيم حرب العصابات ضد القوات الغازية. وقد سبب سقوط الدولة الإسبانية إلى اندلاع حروب الاستقلال الإسبانية الأمريكية في مستعمراتها الأمريكية، مما قلص من حجم إمبراطوريتها، وهذا أدى إلى سلسلة من الحروب الأهلية في إسبانيا نفسها، والتي خاضها العديد من قدامى المحاربين المحبطين من الحملات الفرنسية والاستعمارية. ثم جرت محاولات لتأكيد قوتها الإمبريالية بمنتصف القرن 19، ولكن فشلها بتطوير الفرقاطة البخارية [الإنجليزية] أدى إلى انهيار ماتبقى من امبراطوريتها في الأمريكتين وآسيا سنة 1898 على يد القوة العالمية الصاعدة الولايات الأمريكية المتحدة. أما في إسبانيا فقد قادت التوترات السياسية إلى الحروب الكارلية دون رادع، وظهرت مرة أخرى في الحرب الأهلية الإسبانية 1936-1939. حيث كانت تلك مجرد لمحة من تكتيكات الحرب العالمية الثانية، واستخدمت عدة دول هذا النزاع باعتباره اختبارا لتكتيكات جديدة في الحرب الجوية والمدرعة. وبالنهاية ابتعدت إسبانيا في فترة ما بعد الحرب عن آخر ماتبقى من الصراعات الاستعمارية في أفريقيا، وازداد حداثة دورها العسكري المتنامي في إطار حلف الناتو.