أدب ما بعد الحداثة
الشكل والحركة الأدبية في القرن العشرين / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
أدب ما بعد الحداثة، هو شكل أدبي يتسم باستخدامه للقص الما ورائي والراويغير الموثوق والانعكاسية الذاتية والتناص، وباعتماده على القضايا التاريخية والسياسية بوصفها موضوعات له. برز هذا النمط الأدبي التجريبي في الولايات المتحدة خلال فترة الستينيات من القرن العشرين إلى حد كبير، وذلك ضمن كتابات بعض المؤلفين مثل كورت فونيجت وتوماس بينشون وجون بارث. يتسم المؤمنون بما بعد الحداثة بتحديهم للسلطات، الأمر الذي يُعتبر دليلًا على الحقيقة المتمثلة بظهور هذا النمط الأدبي للمرة الأولى في سياق الاتجاهات السياسية في الستينيات.[1] يُمكن ملاحظة هذا الاستلهام –من بين أمور أخرى- في الطبيعة الانعكاسية الذاتية لأدب ما بعد الحداثة فيما يتعلق بالقضايا السياسية التي يتناولها.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
تُعتبر كل من رواية دون كيشوت للكاتب ميغيل دي ثيربانتس (1605- 1615) أحد سلائف أدب ما بعد الحداثة جنبًا إلى جنب مع رواية تريسترام شاندي للكاتب لورنس ستيرن (1760- 1767)، ورواية على الطريق للكاتب جاك كيروك (1957)،[2] لكن لم يتحول أدب ما بعد الحداثة إلى نمط أدبي مرموق حتى ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. مايزال الأدب الأمريكي في القرن الحادي والعشرين متضمنًا لنزعة قوية من الكتابة ما بعد الحداثية، مثل مذكرات ما بعد السخرية للكاتب ديف إغرز عمل محزن لعبقري مذهل (2000) ورواية زيارة من فرقة البلهاء للكاتبة جينيفر إيغان (2011)، إذ طوّرت هذه الأعمال نموذج ما بعد الحداثة.[3]
يُستخدم مصطلح «ما بعد الحداثة» أحيانًا لتناول العديد من الأشياء المختلفة، التي يمكن أن تتراوح بين العمارة مرورًا بالنظرية التاريخية وصولًا إلى الفلسفة والسينما. دفع هذا الأمر العديد من الأشخاص إلى التمييز بين عدة أشكال لما بعد الحداثة، فاقترحوا وجود ثلاثة أشكال لها: (1) ما بعد الحداثة باعتبارها حقبة تاريخية ممتدة بين منتصف الستينيات وحتى الوقت الحاضر، (2) ما بعد الحداثة النظرية التي تشتمل على بعض النظريات التي وضعها المفكرين مثل رولان بارت وجاك دريدا وميشال فوكو وغيرهم، (3) «ما بعد الحداثة الثقافية» التي تنطوي على الأفلام والأدب والفنون البصرية وغيرها من الأمور التي تمتلك سمات ما بعد الحداثة. وبذلك، يُعتبر أدب ما بعد الحداثة جزءًا من ما بعد الحداثة الثقافية.[4]