الانتداب البريطاني على فلسطين (صك قانوني)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كان الانتداب البريطاني على فلسطين، اختصارًا الانتداب على فلسطين، أو انتداب فلسطين انتداب عصبة الأمم للإقليم الذي كان يشكل في السابق سناجق الإمبراطورية العثمانية نابلس وعكا والجزء الجنوبي من ولاية سوريا،[1] الشطر الجنوبي من ولاية بيروت، ومتصرفية القدس، قبيل هدنة مودروس، حيث كُلفت بريطانيا بالانتداب في مؤتمر سان ريمو في أبريل 1920، بعد تنازل فرنسا عن فلسطين في 1918 في «اتفاقية لويد جورج وكليمنصو»، وأُضيفت شرق الأردن إلى الانتداب بعد أن أطاح الفرنسيون بالمملكة العربية في دمشق في الحرب الفرنسية السورية. بدأت الإدارة المدنية في فلسطين وشرق الأردن في يوليو 1920 وأبريل 1921 على التوالي.
عصبة الأمم - مذكرة الانتداب على فلسطين وشرق الأردن | |
---|---|
ورقة قيادة بريطانية 1785، ديسمبر 1922، تحتوي على مذكرة الانتداب على فلسطين وشرق الأردن | |
البلد | الإمبراطورية البريطانية |
صياغة | منتصف 1919 – 22 يوليو 1922 |
تاريخ سريان المفعول | 29 سبتمبر 1923 |
تاريخ الإلغاء | 15 مايو 1948 |
الموقع | مكتب الأمم المتحدة في جنيف C.529. M.314. 1922. VI. |
الموقعون | عصبة الأمم |
الغرض | إنشاء أراضي الانتداب البريطاني على فلسطين وإمارة شرق الأردن |
تعديل مصدري - تعديل |
أكد مجلس عصبة الأمم رسميًا مشروع الانتداب على فلسطين في 24 يوليو 1922، واستكمل بمذكرة شرق الأردن [2][3] المؤرخة 16 سبتمبر 1922، ثم دخل حيز النفاذ في 29 سبتمبر 1923، [2] عقب التصديق على معاهدة لوزان.[4][5] وقد استعيض عن انتداب فلسطين بميثاق الأمم المتحدة، الفصل الثاني عشر، المادة 80 من اتفاق وصاية الأمم المتحدة،[6] قرار الجمعية العامة 181 في 29 نوفمبر 1947. وقد قامت المملكة المتحدة بإدارة انتداب فلسطين في الفترة من 29 سبتمبر 1922 حتى نهاية الإنتداب في 29 نوفمبر 1947. وقد أعلنت حكومة دولة إسرائيل على أجزاء من هذا الإقليم في 14 مايو 1948.
استندت الوثيقة إلى المبادئ الواردة في المادة 22 من ميثاق عصبة الأمم المؤرخ 28 يونيو 1919، وقرار سان ريمو الصادر عن المجلس الأعلى لقوى الحلفاء الرئيسية في 25 أبريل 1920، وكان هدف نظام انتداب عصبة الأمم هو إدارة أجزاء من الإمبراطورية العثمانية البائدة، التي كانت تسيطر على الشرق الأوسط منذ القرن السادس عشر، «إلى أن يحين الوقت الذي تستطيع الوقوف فيه بمفردها.[7]» وتم الاتفاق على الحدود الشمالية التقريبية مع الانتداب الفرنسي في اتفاق بوليه–نيوكومب المؤرخ 23 ديسمبر 1920.[8]
في فلسطين، بدأ الانتداب تفعيل وعد بلفور الذي يقضي بتأسيس «دولة وطنية للشعب اليهودي» بجانب العرب الفلسطينيين الذين كانوا يشكلون الغالبية العظمى من السكان المحليين، ولكن هذا المتطلب وغيره من المتطلبات لن ينطبق على الإمارة العربية المنفصلة التي سيتم إنشاؤها في شرق الأردن.
سيطر البريطانيون على فلسطين لمدة تقرب من ثلاثة عقود، وأشرفوا على سلسلة من الاحتجاجات وأعمال الشغب والثورات بين المجتمعين اليهودي والعربي الفلسطيني، وخلال الانتداب، شهدت المنطقة صعود حركتين قوميتين: اليهود والعرب الفلسطينيين، وأدى الصراع بين الطوائف في فلسطين الانتدابية في نهاية المطاف إلى الثورة العربية في فلسطين في الفترة ما بين 1936-1939، والتمرد اليهودي في فلسطين الانتدابية في الفترة ما بين 1944-1948.
تم تمرير خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين في 29 نوفمبر 1947، حيث تصورت الخطة إنشاء دولتين منفصلتين يهودية وعربية تعملان في ظل اتحاد اقتصادي، مع نقل القدس إلى وصاية الأمم المتحدة، وأعلن وزير المستعمرات آرثر كريش جونز أن الانتداب البريطاني سينتهي في 15 مايو 1948، وفي اليوم الأخير من الانتداب، أصدرت الجالية اليهودية إعلان الاستقلال الإسرائيلي، وبعد فشل خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين في عام 1947، انتهت حرب فلسطين 1947-1949 بتقسيم فلسطين الانتدابية بين إسرائيل، وضم الأردن للضفة الغربية، ومحمية عموم فلسطين المصرية في قطاع غزة.
أضيف شرق الأردن إلى الانتداب بعد مؤتمر القاهرة في مارس 1921، حيث تم الاتفاق على أن يدير عبد الله الاول بن الحسين المنطقة تحت إشراف الانتداب على فلسطين، ومنذ نهاية الحرب كانت تدار من دمشق عبر إدارة عسكرية عربية بريطانية مشتركة برئاسة شقيق عبد الله الأصغر فيصل، وبعد هزيمة جيش فيصل على يد الفرنسيين في يوليو 1920، أصبح شرق الأردن أرضًا محايدة، واختار البريطانيون في البداية تجنب الارتباط الواضح بفلسطين. تم إعطاء إضافة شرق الأردن للانتداب شكلاً قانونيًا في 21 مارس 1921، عندما أدرج البريطانيون المادة 25 في الانتداب على فلسطين، ونفذت المادة عبر مذكرة شرق الأردن المؤرخة في 16 سبتمبر 1922، والتي أنشأت «إدارة منفصلة لشرق الأردن» لتطبيق الانتداب تحت الإشراف العام لبريطانيا العظمى، وفي أبريل 1923 قبل خمسة أشهر من دخول الانتداب حيز التنفيذ، أعلنت بريطانيا عزمها الاعتراف بـ «حكومة مستقلة» في شرق الأردن، وأكدت هذا الحكم الذاتي بشكل أكبر بموجب معاهدة 20 فبراير 1928، وأصبحت الدولة مستقلة تمامًا بموجب معاهدة لندن في 22 مارس 1946.