التأثير المسيحي على الحضارة الإسلامية
التأثير المسيحي على المستوى العقائدي والفردي على الحضارة الإسلامية / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول التأثير المسيحي على الحضارة الإسلامية?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
يعود التأثير المسيحي على الحضارة الإسلامية والتفاعل الحضاري بين المسيحيّين في ديار الإسلام والمسلمين إلى بداية نشأة الحضارة الإسلامية، حيث كان المسيحيُّون آنذاك من أصحاب العلم والنُفُوذ والشأن وتساهل العديد من الخُلفاء مع أهل الذمَّة لِدرجةٍ كبيرة، فقدَّموهم في الوظائف ممَّا جعلهم يستأثرون بِالنُفُوذ في الدولة الإسلامية، فاقتنوا الأرزاق والأموال ما مكَّنهم من العيش بِرغد، وبنوا الكثير من الكنائس والأديرة.[2] كان لِلمسيحيين العرب في الشَّام والعراق ومصر، إلى جانب المسيحيين الآشوريين والسُريان والأرمن والروم المُستعربين أو المُتحدثين بِالعربيَّة والمستعربين دورٌ كبير في بناء الحضارة الإسلاميَّة،[3] حيث قدم المسيحيون تعلم اليونانية إلى المُسلمين.[2] وساهم مسيحيو الشرق (خاصةً المسيحيون النساطرة) في الحضارة العربية الإسلامية خلال الفترة الأموية والعباسية من خلال ترجمة أعمال الفلاسفة اليونانيين إلى اللغة السريانية وبعد ذلك إلى اللغة العربية، [4][5][6] كما برعوا في الفلسفة والعلوم واللاهوت والطب.[7][8]
لعب المسيحيون دورًا مهمًّا في ظل الدولة الإسلامية حيث برزت مساهمة القبائل المسيحية إبان الفتوحات العربية، وفي تثبيت أركان الحكم، وبقيت مجتمعات مسيحية على دينها مثل أقباط مصر، وموارنة لبنان، وتغالبة الجزيرة، وكان مسيحيو الشام من القبائل التغلبية يشكلون سندًا للأمويين في الجيش، وفي الأسطول[9] اعتمدت الدولة الإسلامية على المسيحيين في إدارة الدولة ودواوينها، فقد كان للمسيحيين العرب دور بارز في العصر الأموي، في إنشاء الدواوين، [9] فاستفاد الأمويون والعباسيون منهم في تعريب الدواوين والإدارة وأبقوهم على رأس وظائفهم؛ وكذلك فعل الفاطميون في مصر، ولم يقتصر الأمر على موظفي الإدارة، بل تعداه إلى الوظائف الكبيرة في الدولة، فقد عمل السريان اليعاقبة والنساطرة خلال العصر العباسي في الترجمة والعلوم والفلك والطب فاعتمد عليهم الخلفاء.[10]
كان المسيحيون خاصًة الأرمن واليونانيين عماد النخبة المثقفة والثرية في عهد الدولة العثمانية، [11] وكانوا أكثر الجماعات الدينية تعليمًا، وفي أواخر العصر العُثماني برز أعلامٌ مسيحيُّون كان لهم الفضل في إحياء اللُغة العربيَّة التُراثيَّة (عربيَّة قُريش) وتبسيطها وإدخال بعض التعديلات عليها، فكان أن وُلدت اللُغة العربيَّة الفُصحى المُعاصرة المُستخدمة في المُؤلفات المكتوبة وفي الإعلام المنطوق، ومن هؤلاء: الشيخ ناصيف اليازجي وابنه إبراهيم اليازجي والمُعلِّم بُطرس البُستاني. وقاد المسيحيون النهضة القومية العربية، [12][13] وقد انتقل بعض هؤلاء المفكرين ذوي الأغلبية المسيحية من سوريا ولبنان إلى القاهرة والإسكندرية التي كانت في ظل الخديوي إسماعيل المكان الأكثر انفتاحًا في الدولة العثمانية؛[14] كذلك فقد استقر بعض هؤلاء في المهجر، [15] لقد أطلق هؤلاء المسيحيون بصحفهم وجمعياتهم الأدبية والسياسية النهضة العربية في القرن التاسع عشر والتي سرعان ما اتسعت لتشمل أطياف المجتمع برمته.[16][17] وقد سطع أيضًا نجم عدد وافر من الشخصيات المسيحية العربية في الوطن العربي والمهجر في مناصب سياسية واقتصادية بارزة.
تأثير المسيحية على بعض دول العالم اللإسلامي واضح من خلال انتشار ثقافتها الدينية؛ في أعيادها مثل عيد الفصح وعيد الميلاد كونها أيام عطل رسمية لعدد من الدول ذات الأغلبية المُسلمة، [18] وكون تقويمها؛ التقويم الميلادي هو التقويم الأكثر انتشارًا في بعض الدولة الإسلامية والتي تعتمد أيضاً يوم الأحد كيوم عطلة رسمية؛ ولا يزال للطوائف المسيحية، دور بارز غير منقطع في المجتمع الإسلامي والعربي، لعلّ أبرز مراحله النهضة العربية في القرن التاسع عشر. مسيحيّو الشرق الأوسط هم أغنياء نسبيًا، ومتعلمون، ومعتدلون سياسيًا، [19] ولهم اليوم دور فاعل في مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.[20] ويدير المسيحيون في العالم الإسلامي اليوم عددًا من المدارس ومراكز النشاط الاجتماعي والمستشفيات والجامعات، وتقدّم هذه المؤسسات مستوى عاليًا من الخدمات.