النظرة المسيحية للفقر والغنى
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
هناك مجموعة متنوعة من وجهات النظر المسيحية حول الفقر والغنى. وفقا لإحدى وجهات النظر، تعتبر الثروة والمادية شرًا يجب تجنبه وحتى مكافحته. على الجانب الآخر، هناك وجهة نظر تعتبر الرخاء والرفاهية على أنها نعمة من الله.[1]
كثيرون ممن يطرحون وجهة النظر الأولى يتعاملون مع الموضوع من ناحية علاقته بالرأسمالية النيوليبرالية التي تشكل العالم الغربي. وجادل اللاهوتي الأمريكي جون بي كوب بأن «الاقتصاد الذي يحكم الغرب و-من خلاله- الكثير من الشرق» يتعارض بشكل مباشر مع العقيدة المسيحية التقليدية. يستشهد كوب بتعليم يسوع «لا تقدرون أن تخدموا الله والمال». ويؤكد أنه من الواضح أن «المجتمع الغربي منظم في خدمة الثروة» وبالتالي انتصرت الثروة على الله في الغرب.[2] يقول اللاهوتي الاسكتلندي جاك ماهوني أن أقوال يسوع في Mark 10:23–27 «طبعت نفسها بعمق على المجتمع المسيحي على مر القرون حتى أن أولئك الأثرياء، أو حتى المرتاحين ماديا، غالباً ما يشعرون بعدم الارتياح وتأنيب الضمير».[3] بالمقابل بحسب الباحث رودني ستارك فإن العقلانية المسيحية هي المحرك الأساسي وراء نجاح الرأسمالية وصعود الغرب.[4] كما وقدم عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر أطروحة مفادها أن البروتستانتية وأخلاقياتها هي التي ولدت القيم التي كانت أحد أسباب نشأة الرأسمالية الحديثة،[5] ويجادل عدد من المؤرخين أنه كان للبروتستانتية دوراً بارزاً في صعود الطبقة المتوسطة والبرجوازية.[6][7][8]
على الجانب الآخر يجادل بعض المسيحيين بأن الفهم الصحيح للتعاليم المسيحية حول الثروة والفقر يحتاج إلى إلقاء نظرة أوسع بحيث أن تراكم الثروة ليس هو المحور الرئيسي لحياة الفرد بل هو مورد لتعزيز «الحياة الجيدة».[9] قام ديفيد و. ميلر ببناء نموذج مكون من ثلاثة أجزاء يقدم ثلاثة مواقف سائدة بين البروتستانت تجاه الثروة. وفقًا لهذا النموذج، نظر البروتستانت إلى الثروة على أنها إما: (1) جريمة في حق الإيمان المسيحي أو (2) عقبة أمام الإيمان أو (3) نتيجة للإيمان.[10]