بحث صرف
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
البحث الصرف Pure research، أو البحث الأساسي basic research، أو البحوث المبدئية هي بحوث تجرى لزيادة فهم المبادئ الأساسية، وليس المقصود منها أن تحقق فوائد تجارية فورية، مثل البحوث العلمية في الجامعات. ويمكن اعتبار البحوث الصرفة أو الأساسية ناشئة عن الفضول. ومع ذلك، على المدى القريب أو البعيد، فإنها تكون هي الأساس لكثير من المنتجات التجارية والأبحاث التطبيقية. مثل اختراع شبه موصل والترانزيستور واصبحت لها تطبيقات متعددة لا يستغنى عنها في حضارتنا المعاصرة.
اعتباراً من عام 2008، تقوم الجامعات والمعاهد بتنفيذ البحوث الصرفة بتمويل من قبل حكومة الولايات المتحدة.[1] جميع الدول الصناعية المتقدمة مثل أمريكا وانجلترا وألمانيا وفرنسا والصين واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول المتقدمة تموّل البحوث الأساسية بغية الاستفادة منها في سباق إنتاج منتجات جديدة تعود عليها بدخل كبير من التصدير، مثل التلفازات عالية التباين و هواتف المحمول والحواسيب. كما يستفاد منها في تقوية الجيوش والدفاع الوطني. فمثلا النظارة التي ترى في الليل أو في الظلام كانت أصلا من البحوث الأساسية في مجال علم البصريات.
ومثلا كان اختراع الترانزيستور (وكان من البحوث الاساسية) عاملا لتزويد صواريخ الولايات المتحدة بجهاز توجيه خفيف، فكان اختراع الواح الدارات المطبوعة من تطبيقات وزارة الدفاع الأمريكية وقامت بالصرف عليها. أراد الجيش الأمريكي زيادة دقة الصواريخ الموجهة، فكانت الكاميرات الرقمية، التي تستطيع توجيه الصاروخ بدقة حسب تضاريس الأرض وجغرافيتها وتقود الصاروخ إلى هدفه. ثم قام الجيش الأمريكي بطلب إنشاء منظومة بالأقمار الصناعية، بالتالي إنشاء نظام التموضع العالمي بهدف تمكين الصورايخ الباليستية في الوصول إلى هدفها بدقة عابرة للقارات والبحار. كما ساعدت الكاميرات الرقمية على التصوير من الأقمار الصناعية التايعة للجيش الأمريكي وإرسال الصور لحظيا إلى مراكز المتابعة الأرضية، من دون حاجة للكاميرات التي يصعب الحصول على صورها واعادة الصور إلى الأرض والتقاطها، ثم عمليات تحميض أفلام واظهار الصور مما تحتاج إلى وقت طويل.
كل تلك البحوث التي صرفت عليها وزارة الدفاع الأمريكية أموالا هائلة وتكاتف فيها العلماء للتوصل إلى حلول لها خلال سنوات طويلة، والاعتماد الكامل على التقنية الرقمية، قام بجمعها ستيف جوبز وجمع تلك التقنيات في هاتف المحمول في التسعينيات من القرن الماضي. ثم قام بعذ ذلك بإنتاج ثلاثة أجهزة محمولة وهم (آيبود) و (آيفون) و (آي باد) .