دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تّعرّف رقعة نفايات المحيط الهادي العظيمة، أو دوامة نفايات المحيط الهادي بأنها دوامة لجزيئات المخلفات البحرية شمال المحيط الهادي في المنتصف. تقع تقريبًا بين خطي الطول 135° و155° غربًا وخطي العرض 35° و42° شمالًا. تنشأ مجموعة البلاستيك والنفايات الطافية من حافة المحيط الهادي، وتضم دولًا في آسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية. تتألف الرقعة في الحقيقة من كتلتين هائلتين من النفايات المتزايدة. تمتد ما تُسمى برقعة النفايات الشرقية بين هاواي وكاليفورنيا، بينما تمتدّ رقعة النفايات الغربية بالاتجاه شرقًا من اليابان إلى جزر الهاواي. يصل التيار المحيطي -الذي يبلغ طوله ما يقارب 6000 ميل والمسمى بمنطقة التقارب تحت الاستوائي- بين الرقعتين اللتين تمتدّان على مساحة غير محددة بمجال متفاوت للغاية، بالاستناد إلى درجة تركيز البلاستيك المستخدم لتحديد المنطقة المتأثرة. تتصف الدوامة بتراكيز مرتفعة استثنائيًا ونسبيًا من البلاستيك والحمأة الكيميائية الناتجة ولب الأخشاب بالإضافة إلى المخلفات الأخرى المحتجزة بين تيارات الدوامة في شمال المحيط الهادي، في منطقة البحر المفتوح.[1][2][3][4]
على الرغم من أن المفهوم الشائع والعام أن الرقعة عبارة عن جزيرة هائلة من النفايات الطافية، إلا أن كثافتها المنخفضة (4 جزيئات في المتر المكعب) تحول دون القدرة على كشفها بالأقمار الصناعية أو حتى من قبل البحارين العاديين أو الغواصين في هذه المنطقة، هذا لأن الرقعة هي مساحة واسعة التبعثر تتألف بشكل أولي من جزيئات بلاستيك بحجم ظفر إصبع أو أصغر غالبًا تكون مجهرية مبعثرة في عمود الماء العلوي.[5][6]
ادّعى باحثون من مشروع تنظيف المحيط أن الرقعة تغطي 1.6 مليون كيلومترًا مربعًا. يقدّر تركيز البلاستيك بما يقارب 100 كيلوغرامًا في الكيلومتر المكعب في مركز الرقعة، لتنخفض إلى 10 كيلوغرامات في الكيلومتر المكعب الواحد في الأجزاء الخارجية من الرقعة. تشغل الرقعة ما يقدّر بـ 80000 طن متري من البلاستيك، أي مجموع 1.8 ترليون جزيئة. تتشكل 92% من كتلة الرقعة من مواد حجمها أكبر من 0.5 سنتيمترًا، فيما توصف 94% من كلي المواد بأنها ميكروبلاستيكية.[7]
وُجد أن بعض البلاستيك في هذه الرقعة عمره 50 عامًا، وتضم أجزاء من مواد مثل المصابيح البلاستيكية وفراشي الأسنان وعبوات الماء والأقلام وعبوات رضاعة الأطفال بالإضافة إلى الهواتف المحمولة والأكياس البلاستيكية. يُقدّر أن ما يقارب 100 مليون طن من البلاستيك تُنتج سنويًا في العالم، وأن ما يقارب 10% من إجمالي هذه الكمية تلقى في المحيطات. قدّر البرنامج البيئي للأمم المتحدة مؤخّرًا وجود 46000 جزيئة بلاستيك في كل ميل مربّع. من المعتقد أن الألياف الصغيرة من لب الخشب التي نجدها في الرقعة نشأت من آلاف الأطنان من ورق المراحيض الذي يلقى في المحيطات يوميًا. يُعتقد أن مساحة الرقعة تتزايد منذ عام 1945 عشرة أمثال مساحتها في العقد الواحد.
وجد الباحثون أن الرقعة تتراكم بشكل سريع. وُجدت رقعة مماثلة من بقايا البلاستيك الطافي في المحيط الأطلسي، ودعيت هذه الرقعة بـ «رقعة نفايات شمال المحيط الأطلسي». [8][9][10]