عصر البطولات لاستكشاف القطب الجنوبي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عصر البطولات لاستكشاف القطب الجنوبي، هي حقبة زمنية لاستكشاف القارة القطبية الجنوبية بدأت في نهاية القرن الـ 19 وانتهت بعد الحرب العالمية الأولى مع بعثة شاكلتون ورويت التي يعتبرها المؤرخون آخر بعثة استكشاف إلى المنطقة.[1] خلال هذا العصر، أصبحت منطقة القطب الجنوبي محور اهتمام العالم، حيث أسفرت حملات الأستكشاف التي قامت بها 17 بعثة إلى أنتاركتيكا وانطلقت من عشرة بلدان عن أكتشافات علمية وجيولوجية قيمة. كان العامل المشترك في جميع حملات الاستكشاف هو محدودية المصادر الطبيعية المتاحة وذلك قبل حدوث التطورات في تقنيات النقل والاتصالات التي أحدث ثورة في عمل الاستكشاف. كانت كل من هذه الحملات تعتبر عملا بطوليا واختبارا للقدرة على التحمل الذي تجاوز في بعض الأحيان الحدود البدنية والعقلية للمشاركين فيها. وصفت هذه الحملات بـ «البطولية» للدلالة على الشدائد التي كان يتعين على أعضاء البعثة التغلب عليها، بينما لم ينج بعضهم من هذه التجربة، فقد مات ما مجموعه 23 رجلا من أعضاء البعثات خلال هذه الفترة.[2][3]
وصلت بعثات الاستكشاف لأول مرة إلى القطب الجنوبي الجغرافي والقطب الجنوبي المغناطيسي خلال هذا العصر.[4][5] كان الهدف الأساسي للعديد من الرحلات الاستكشافية هو أن تكون أول من يصل إلى هذه المناطق وكانت تتنافس بقوة لتحقيق هذا الهدف، إلى أن تحقق هذا الهدف بواسطة البحار النرويجي روال أموندسن عام 1911.[6] كان هناك أيضا حملات استكشاف أخرى تسعى إلى أهداف مختلفة في مناطق مختلفة من القارة. تم اكتشاف وتخطيط الكثير من السواحل في القارة، واستكشاف مناطق شاسعة من المناطق الداخلية لها. نتج عن هذه الحملات الإستكشافية كميات كبيرة من البيانات العلمية من مجموعة واسعة من التخصصات في الجيولوجيا والمناخ وعلوم المحيطات وغيرها، وأنشغلت المجتمعات العلمية العالمية بفحصها وتحليلها لعقود.[7][8]