قرامطة
دولة انشقت عن الدولة العباسية وقامت إثر ثورة اجتماعية وأخذت طابعا دينيا / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول قرامطة?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
القَرامِطة أو الحَركة القِرْمِطِيَّة أو دَوْلةُ القَرامِطة، هي دولة سياسيَّة مُتطرِّفة وفرقة دينيَّة مُتشددة انبثقت من الإسْماعِليَّة وكوَّنت مفهُومها الديني وأسلوبها الدعويّ المُشتق عنها لاحقًا. نشأت الحركة كثورة اجتماعيَّة وسياسيَّة ضد الخِلافة العبَّاسيَّة السُّنيَّة، وحاربت ضد الخِلافة الفاطِميَّة الإسماعيليَّة، حيث تمكَّن أبُو سَعيد الجنَّابي من إقامة دولة في إقليم البَحْرَيْن، إلا أن دعوتها وصلت اليَمَن، ونواحي اليَمامة والحِجاز، وأطراف الشَّام، وأبواب مِصْر. يُعدها بعض الباحثين من أوائل الثَّورات الاشتراكيَّة في العالم.
دَوْلَةُ القَرامِطَة | |||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
قَرامِطَةُ البَحْرَين | |||||||||||||
القَرامِطة | |||||||||||||
| |||||||||||||
راية القرامطة البياض[1] | |||||||||||||
مناطق سيطرة القرامطة في عهد أبو طاهر الجنابي | |||||||||||||
سميت باسم | حمدان قِرْمِط | ||||||||||||
عاصمة | الأحساء | ||||||||||||
نظام الحكم | مَلَكيَّة وِرَاثِيَّة | ||||||||||||
اللغة | اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّة | ||||||||||||
الديانة | الإسْماعِيليَِّة الْقِرْمِطِيَّة | ||||||||||||
الإمام | |||||||||||||
| |||||||||||||
التاريخ | |||||||||||||
| |||||||||||||
اليوم جزء من | |||||||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
أسس الحركة الدينيَّة للقرامِطة رجُل يُدعى حَمَدان قِرْمِط، وبعث أبُو سَعيد الجنَّابي - من أصُولٍ فارسيَّة - داعيًا للحركة عنه إلى إقليم البَحْرَين، فاستطاع الأخير أن ينشر الدعوة تحت ستار العمل التجاري، وبعد أن كثُر أتباعُه، وزاد أنصارُه، أعلن قيام الثَّورة سنة 286 هـ / 899 م، وبدأ بمد نُفوذه على كامل البَحْرَيْن بعد أن استخدم القرامِطة أسلُوبًا مُتطرِّفًا بهدف إرعاب مُعارضيه وإسكاتهُم، وقد عمل طيلة حُكمه لتأكيد سُلطتهِ ونُفوذه في البَحْرَيْن، كما حاول غزو عُمان إلا أن ذلك لم يتحقق له، وقد أوصى لابنهِ الصَّغير سُليمان قبل وفاته. إلا أن أخُوه الأكبر أبُو القاسِم تولَّى زمام الأمُور مُؤقتًا حتى يصل سنَّ الرُّشد.
تولَّى سُليمان بن الحَسَن، الشَّاب الطمُوح والبالغ من العُمر 17 عامًا والذي عُرف بكنيته أبُو طاهِر الجنَّابي، حُكم القَرامِطة سنة 310 هـ / 923 م، والذي بدأ يُوجه أنظارُه للخِلافَة العبَّاسيَّة والتي كانت تُعاني ردحًا طويلًا من الضَّعف، حيث استفتح أوَّلُ سنةٍ من حُكمِه بالهُجوم على البَصْرة ونهبها، وبعد ثلاثة أعوام، دمَّر الكُوفة وهزم فيها الجَيْشُ العبَّاسِي، حتى هدد بدخُول العاصِمة العبَّاسِيَّة بَغْدَاد، إلا أن الاستعدادات العبَّاسيَّة حالت دُون ذلك.
قام أبُو طاهِر الجنَّابي بهُجومٍ صادِم للعالم الإسلامي سنة 317 هـ / 930 م، حيث هَجَم القَرامِطة على مكَّة المُكرَّمة، أقدس الأماكن الإسلاميَّة وفي موسم الحج، بعد أن أقسم أبُو طاهِر للحامية العبَّاسيَّة أنهُ ما جاء وأنصارُه إلا بسلام ولدفن موتاهُم، وبعد أن دخلها شرع القرامِطة بقتل الآلاف من الحجَّاج ونهب المدينة، كما اقتلع الحَجَر الأسْوَد من مكانه وذهب به إلى مقر عاصمته الأحْسَاء. اعتقد أبُو طاهِر أنهُ حدد المَهْدِيُّ المُنْتَظَر، والذي تجسَّد بشخص أبُو الفَضْل الأصْفَهاني، وهو شابٌ ادعى أنه من نسل السَّاسانِيين، حيث أن أبُو طاهِر سلَّم لهُ الدولة سنة 318 هـ / 931 م، والذي يُقال أنه دعا لإحياء المَجُوسِيَّة وطُقوسها مثل تبجيلُ النَّار، وكان يُبدي كراهيتهُ للعَرَب، وأحرق الكُتُب الإسلاميَّة خلال فترة حُكمٍ لهُ امتدَّت نحو ثمانين يومًا، وقد قامت والدة أبُو طاهِر بالتآمُر عليه للتخلُّص منه وكشف زيف ادعائه بالمهدويَّة بادعاء وفاتِها، حتى قام أبُو القاسِم سَعيد، وهو أخٌ لأبُو طاهِر بقتل الأصْفَهاني بعد ثُبوت إنسانيتهُ الطبيعية. عاد أبُو طاهِر بعد ذلك إلى القيام بغارَّات على قوافِل الحُجَّاج الذين يعبرون الجزيرة العربيَّة، وقد فشلت مُحاولات العبَّاسيين والفاطِميين المعنويَّة والماديَّة لإقناعه بإعادة الحَجَر الأسْوَد، حتى تُوفي بسبب مرض الجُدري سنة 332 هـ / 944 م. عاد الحجرُ الأسود بعد تهديد من الحاكِم الفاطِميّ العَزيز بالله للقرامِطة إلى مكَّة بعد قُرابة 22 عامًا من أخذه، ومع ذلك، فإن الحادثة كانت صادمة للعالم الإسلامي، وضربت مصداقيَّة القَرامِطة داخل المُجتمع.
نهض القَرامِطة بزعامة القائد العسكري الحَسَن الأعْصَم وحاربوا الإخْشِيديين بين 968 و977 م، حيث استولوا على دِمَشْق، والرَّملة وأجبروا سُكانها على دفع الجِزية. وبعد أن سيطرت الدولة الفاطِميَّة على مِصْر، وأطاحت بالإخشيديين، تصادم الطرفان، كما وجد العبَّاسيين فرصتهُم لدعم القَرامِطة بهدف الإطاحة بالفاطميين، وتمكَّن القَرامِطة من طرد الفاطميين من الشَّام مِرارًا، وحاولوا الزَّحف نحو مِصْر، إلا أن الفاطِميين تمكنوا من صدهم وهزيمتهم، فأبرموا مُعاهدة مع القَرامِطة وعادوا إلى الأحساء.
تقلَّص نُفوذ القَرامِطة مع الوقت بعد هزيمتهم على يد العبَّاسيين سنة 354 هـ / 976 م، كما انقسمت البِلاد لاحقًا بين إخوة أبُو طاهِر ووهن حالُها لفترةٍ طويلة بسبب هجمات القبائل العربيَّة على أماكنهم، حتى اختفى القَرامِطة نهائيًا سنة 1077 بعد أن فقدوا أسطولهم في جَزيرةُ البَحْرَيْن، وطُردوا من الأحساء نهائيًا على يد العُيونيُّون وحلفائهم بدعم من السَّلاجقة والعبَّاسيُّون.