مطبخ مدغشقري
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يضم المطبخ المدغشقري أو المطبخ الملغاشي عددًا من الوصفات التقليدية المتنوعة المستوحاة من جزيرة مدغشقر الواقعة في المحيط الهندي. وتظل أنواع الأطعمة اليوم خير دليل على مدى تأثير المهاجرين من كٍل من: جنوب آسيا وأفريقيا، والهند والصين وأخيرًا أوروبا على هذه الجزيرة؛ حيث أنهم استوطنوها منذ زمن بعيد يتزامن مع الاستيطان الأول لعدٍد من البحّارة القادمين من بورنيو، وذلك منذ حوالي مائة عام إلى خمسمائة عام قبل الميلاد. ويُعتبر الأرز هو حجر الزاوية في النظام الغذائي المدغشقري؛ وقد اهتم المستوطنون الأولون بزراعته بجانب الدرنات وعددًا من المواد الغذائية المُتعارف عليها في جنوب شرق آسيا. بجانب الزراعة اهتم المستوطنون بالبحث عن الحيوانات البرية واصطيادها؛ مما أدى بدوره إلى انقراض الطيور، والثديات الضخمة من الجزيرة. وأضيف لحم الدرباني فيما بعد إلى قائمة الأطعمة المدغشقرية؛ ويرجع الفضل في ذلك إلى المهاجرين القادمين من شرق أفريقيا منذ نحو مائة عام قبل الميلاد. وكان لحركة التبادل التجاري مع التجار العرب، والهنود، بالإضافة إلى الأوروبيين القادمين عبر المحيط الأطلسي كبير الأثر في زيادة عدد وصفات الطهي في مدغشقر؛ وذلك بسبب معرفتهم لأنواع جديدة من الخضروات، والفواكه، والتوابل.
ويعتمد المطبخ المدغشقري المعاصر اعتمادًا كبيرًا على الأرز ويُقدم بجانبه إضافات أخرى. وفي اللهجة الرسمية للغة المدغشقرية يُطلق على الأرز «فاري» والإضافات «لاوكا». وتأتي هذه اللاوكا بأصنافٍ عدة: فقد تكون نباتية، أو مُشتملة على البروتينات الحيوانية. وتتميز الصلصة المضافة إليها بعددٍ من النكهات مثل: الزنجبيل، والبصل، والثوم، والطماطم، والفانيليا، والملح، ومسحوق الكاري ونادرا ما يُضاف إليها التوابل أو الأعشاب الأخرى.وقد تستبدل الأسر الرعوية -التي تعيش في المناطق القاحلة في غرب الجزيرة وجنوبها- الأرز بالذرة، والبفرة، والروائب الناتجة عن تخثر حليب الدرباني. وهناك أيضًا عدة أنواع من الفطائر الحلوة والمالحة، وعددا من أطعمة الشوارع المتوفرة في جميع أنحاء الجزيرة. هذا بالإضافة إلى عددٍ من الفواكه التي تُزرع في المناخ الاستوائيّ والمعتدل. وتختلف أنواع المشروبات المُنتَجَة محليًا لتشمل: عصائر الفواكه، والشاي العشبي، والشاي، والمشروبات الكحولية مثل: الروم، والنبيذ، والبيرة.
ودل اختلاف الأطعمة التي توافرت في القرن الحادي والعشرين على تاريخ هذه الجزيرة المميز، وتًنًوّع شعبها الذي هاجر إليها من كل حدب وصوب. وتتمايز الأطباق التي تُقدم اليوم على هذه الجزيرة؛ فيُمكِن القول بأنها تبدأ من الأطباق البسيطة والتقليدية التي أتى بها المستوطنون الأوائل، وصولًا إلى الأطباق الراقية التي اعتادوا تقديمها للملوك في مهرجانات القرن التاسع عشر. وعلى الرغم من أن وجبة الأرز التقليدية ما تزال هي السائدة في أنحاء الجزيرة، إلا أن بعض الأطعمة الأخرى انتشرت على مدار المائة عام الماضية من قِبَل المستعمرون الفرنسيون، والمهاجرون من الهند، والصين. ومما تقدم يتضح أن المطبخ المدغشقري استطاع الحفاظ على أصالته، وطبعه التقليدي الخاص تزامنًا مع استيعابه لعديدٍ من التأثيرات الثقافية المُستحدثة.