ياسر يهنعم
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
ياسر يهنعم (نحو 235م - 317م): ملك سبأ وذو ريدان، من أشهر ملوك العرب، وأحد رجالات الدهر. وهو الذي وطد دولة سبأ وذو ريدان، وطرد الأحباش من جنوب الجزيرة العربية، بعد أن أدخلهم علهان نهفان أعوانًا لبني همدان، ثم ما لبثوا أن أصبحوا فاتحين.[معلومة 1]ولما توطد الملك لياسر يهنعم بطرد الأحباش، أشرك ابنه الشاب شمر يهرعش في الحكم، ثم توجه إلى مأرب، وضمها لملكه، وكان دخوله مأرب بمثابة إعلان لتوحيد دولتي سبأ وذي ريدان من جديد وبصفة نهائية، وباستلامه مقاليد الحكم في قصر سلحين، انتهى أهم وأكبر صراع داخلي في جنوب الجزيرة العربية بين كل من سبأ وذو ريدان.[1]وفي ياسر يهنعم يقول الشاعر:«ياسر الخير ومنعامه، ومدعم الملك على كل حال».[2]
ياسر يهنعم الحميري | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
ملك سبأ وذى ريدان وحضرموت ويمنت | |||||||
فترة الحكم | الفترة الأولى (267م - 287م) الفترة الثانية (312م - 317م) | ||||||
|
|||||||
ولي عهده | شمر يهرعش، ثأران أيفع، وذرأ أمر أيمن | ||||||
معلومات شخصية | |||||||
تاريخ الميلاد | 235م تقريباً | ||||||
تاريخ الوفاة | 317م | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
تولى ياسر يهنعم الحكم بعد الملك كرب إل أيفع حوالي العام 267م، وأقدم نقش مؤرخ تم العثور عليه خلال عهد الملك ياسر يهنعم كان مؤرخاً بسنة 198 في تقويم ردمان الموافق سنة 272 ميلادي.[3]وآخر نقش مؤرخ لهذا الحاكم - خلال فترة حكمه الثانية - كان بسنة 426 في التقويم الحميري الموافق لسنة 316 ميلادي.[4]وفي عهد الملك ياسر يهنعم سجلت أقدم وثيقة توحيدية في مملكة سبأ، وهي تشير إلى "رب السماء". ويعد التقرب إلى "إله السماء" بدلاً من الإله مقة، تحولاً دينياً جديد سجل في عصر ياسر يهنعم حوالي العام 314 ميلادي.[5]
ينقسم حكم الملك ياسر يهنعم إلى فترتين، الفترة الأولى حكم فيها منفرداً من حوالي العام 267 وحتى 275م تقريباً، ثم أشرك ابنه الشاب شمر يهرعش معه في الحكم، وتم العثور على خمسة نقوش مؤرخة لياسر يهنعم وابنه شمر يهرعش، النقش الأول والأقدم كان في شهر ذو مهلة سنة 385 حـ في التقويم الحميري الموافق شهر نوفمبر سنة 275م،[6]والنقش الثاني مؤرخ في شهر ذو المعين سنة 389 حـ في التقويم الحميري الموافق مارس سنة 279م،[7]والنقش الثالث مؤرخ في شهر ذو الثابة سنة 392 حـ في التقويم الحميري الموافق أبريل 282م،[8]والنقش الرابع مؤرخ سنة 316 بتقويم مضحي/نبط الموافق سنة 286م تقريباً،[9]والنقش الخامس مؤرخ في شهر ذي القيظ سنة 396 حـ في التقويم الحميري الموافق يونيو 286 ميلادي.[10]
حوالي العام 287م نجد ياسر يهنعم يتنحى عن الحكم لأسباب غير معلومة حتى الآن، ويتفرد ابنه شمر يهرعش بالحكم في النقوش المؤرخة حتى سنة 312م، ليظهر بعد ذلك ياسر يهنعم في الحكم من جديد.[معلومة 2]وقد ذهب العلماء ريكمانس وألبرت جام إلى أن ياسر يهنعم حكم مع ابنه شمر يهرعش في بادئ الأمر حكمًا مشتركًا، ثم انفرد ابنه بالحكم وأخذه لنفسه إلى أن مات، فعاد الحكم إلى أبيه ياسر يهنعم،[11]ويعارض فون ويسمان وكريستيان روبن هذا الرأي، إذ يرونه تفسيرًا غريبًا، ويقتضي أن يكون عمر ياسر إذن عمرًا طويلًا جدًّا، وجعلوا ملكاً آخر سموه "ياسر يهنعم الثاني" حكم بعد شمر يهرعش، ولا يزال رأيهما محل خلاف بين العلماء، والراجح عودة ياسر يهنعم إلى الحكم لتقارب الزمن.[12]
الفترة الثانية لحكم ياسر يهنعم (312م - 317م)، وهي نحو خمسة سنوات، اتخذ فيها لقب (ملك سبأ وذى ريدان وحضرموت ويمنت)، وشاركه في المُلك بنوه، إلا أنه لم يعمر طويلا، ويتضح من مشاركة بنوه له أن كان طاعناً في السن لا يستطيع إدارة الدولة لوحده. وشاركه في أول الأمر ابنه (ثأران أيفع) ولهما معاً خمسة نقوش،[13]ويؤرخ عهدهما نصاً وضع في عام 424 في التقويم الحميري الموافق 314م.[14]وفي حوالي العام 315م، أشرك ياسر يهنعم ابنه الآخر (ذرأ أمر أيمن)، ويوثق عهدهما ثلاثة نقوش،[15]ولهما معاً نقش مؤرخ بسنة 426 في التقويم الحميري الموافق سنة 316 ميلادي.[16][معلومة 3]وفي عهد ياسر وابنه ذرأ أمر أيمن، تمردت حضرموت ضد حكومة سبأ، فأرسل إليهم ياسر يهنعم حملة بقيادة (سعد تالب الجدني)، والذي استطاع إخماد الثورة، وأسر زعماء التمرد، وفيهم أفصى بن جمان وجشم بن مالك مع مجموعة من الحضرميين، وأودعوا في السجون.[17]
يذكر مؤرخو العرب أن ياسر ينعم كان معاصراً للملك سليمان بن داود،[18] وهو عم أو ابن عم الملكة الأسطورية بلقيس زوجة سليمان،[19][20] ونسب الأخباريون إلى "ياسر ينعم" الغزوات والفتوح، زعموا أنه جمع حميرَ وقبائل قحطان، وخرج بالجيوش إلى المغرب حتى بلغ البحر المحيط، وأضافوا له شعرًا، فيه فخر وفيه حماسة، زعموا أنه قاله.[21][22] وتنقض الآثار ما يقال من أن " ياسر ينعم " كان معاصراً لسليمان أو أنه قام بفتوح خارج جنوب الجزيرة العربية.